للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبعَ لهما منه» (١).

وقال الذهبي (ت:٧٤٨ هـ): «ما رأيت أحدًا أسرعَ انتزاعًا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشدَّ استحضارًا لمتون الأحاديث وعزوِها إلى الصحيح أو المسند أو إلى السنن منه، كأن الكتاب والسنن نصب عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة، وإفحام للمخالف» (٢).

وقال ابن كثير (ت:٧٧٤ هـ): «قلَّ أن سمع شيئًا إلا حفظه ... وما قُطِع في مجلس، ولا تكلم معه فاضلٌ في فن من الفنون إلا ظن أن ذلك الفن فنه، ورآه عارفًا به متقنًا له» (٣).

وقال أبو البقاء السبكي (ت:٨٤٢ هـ): «ما يبغض ابنَ تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى» (٤).

محنته:

لقد نال شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صنوفٌ من الأذى، وأنواعٌ من المحن كغيره من المصلحين الذين أوذوا في ذات الله من العلماء والأئمة، وقبلهم الأنبياء والرسل، وهذه سنة جارية.

فمنزلة شيخ الإسلام العالية، وشهرته الكبيرة؛ دفعت خصومه والناقمين


(١) العقود الدرية ص (٢٣).
(٢) ذيل تاريخ الإسلام للذهبي ص (٢١ - ٢٣).
(٣) البداية والنهاية (١٤/ ١٥٧).
(٤) الرد الوافر ص (٢٤).

<<  <   >  >>