للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السنة الجهميةَ والمعتزِلةَ والأشاعرةَ، فما في هذه الآيات -من ذكر علو الله، واسمه العلي الأعلى، وصعود الأشياء إليه، وعروجها، ونزولها منه- يدل على العلو» (١).

ماذا يقولُ المبتدِعةُ عن هذه الآيات؟

قالوا: الاستواء بمعنى الاستيلاء.

قال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله في الرد على نفاة هذه الصفة: «وأما تفسيرُ الاستواء بالاستيلاء فهو باطل من وجوه كثيرة؛ منها: أنه يتضمن أن الله جل وعلا كان مغلوبًا على عرشه ثم غَلَب، وهذا باطل؛ لأنه تعالى لم يزل قاهرًا لجميع خلقه مستويًا على العرش مستوليًا عليه فما دونه».

وأما بيت الأخطل الذي يستدلون به على أن معنى (استوى) استولى، فلا حجة فيه، والبيت هو:

قَدِ اسْتَوَى بِشْرٌ عَلَى الْعِرَاقِ ... مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ أو دَمٍ مُهْرَاق

ثم قال: «لأن استعمال (استوى) بمعنى استولى غير معروف في لغة العرب، ولأن ذلك لو وُجد في اللغة لم يجُزِ استعمالُه في حق الله، وأما المخلوق فيكون غالبًا ومغلوبًا» (٢).

وخلاصة رد الشيخ ابن باز رحمه الله عليهم من وجهين:


(١) ينظر تعليقات ابن باز على التنبيهات اللطيفة ص (٤٤،٤٥).
(٢) مجموع فتاوى ابن باز (٢/ ١٣٨، ٣/ ٦٢) بتصرف.

<<  <   >  >>