للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ} [آل عمران:٥٥]، {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:١٥٨].

الشرح

١ - أن هذا التفسير لا حظَّ له في اللغة.

٢ - أنه لو وُجد في اللغة فلا يليق استعماله في حق الله.

«وهل المخلوق يوصف بالاستواء على غيره؟

الجواب: نعم. {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ} [الزُّخرُف:١٣]، {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [المؤمنون:٢٨]، {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود:٤٤]، وليس الاستواء كالاستواء؛ فاستواءُ الله على عرشه ليس كاستواء المخلوق، بل استواء يخصه ويليق به ويناسبه، ولا يَعلم العبادُ كُنْهَهُ، فيجب أن يُثْبَت ذلك لله تعالى مع نفي مماثلته لصفة المخلوق، ونفي العلم بالكيفية، لكن الاستواء معناه معلوم كما قال الأئمة، قال الإمام مالك لما قال له رجل: كيف استوى؟ قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة» (١).

ثم ذكر المُصَنِّف رحمه الله عددًا من الآيات الواردة في علو الله تعالى، والمشتمِلة على إثبات عُلُوِّهِ وأنه مُستوٍ على عرشه بائنٌ من خلقه.

قوله: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ} [آل عمران:٥٥].


(١) ينظر: توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للشيخ البراك ص (١٠٤).

<<  <   >  >>