للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال له: (رضي الدين الواسطي) من أصحاب الشافعي - قدم علينا حاجًّا، وكان من أهل الخير والدين، وشكا ما الناسُ فيه بتلك البلاد وفي دولة التَّتَر من غلبة الجهل والظلم ودروس الدين والعلم، وسألني أن أكتب له عقيدة تكون عمدة له ولأهل بيته، فاستعفيتُ من ذلك وقلت: قد كتب الناس عقائد متعددة؛ فخذ بعض عقائد أئمة السنة، فَأَلَحَّ في السؤال وقال: ما أحب إلا عقيدة تكتبها أنت، فكتبت له هذه العقيدة وأنا قاعد بعد العصر (١)، وقد انتشرت بها نسخ كثيرة؛ في مصر؛ والعراق؛ وغيرهما» (٢).

سبب تسميتها بالواسطية:

هي نسبة إلى مدينة (واسط) كما في سبب تأليفها المذكور آنفًا، إذ كُتِبَتْ هذه العقيدة لأهلها، وأول من أطلق عليها هذا الاسم شيخ الإسلام نفسه، حيث قال - في حكايته للمناظرة التي حصلت له مع أهل الكلام -: « ... ثم أرسلت من أحضرها ومعها كراريس بخطي من المنزل، فحضرَت العقيدة الواسطية» (٣).

وقال بعضهم: هي نسبة إلى الوسطية - أي وسطية أهل السنة والجماعة -


(١) ألفها في جلسة، ومن العجيب أن بعضهم يمكث في شرحها سنين، وهذا من بركة العلم، فقد بارك الله للشيخ في علمه، وفتح عليه من العلم الجم والقلم السيال، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة:٤].
(٢) مجموع الفتاوى (٣/ ١٦٤).
(٣) المصدر السابق (٣/ ١٦٣ - ١٦٤).

<<  <   >  >>