ولا شك أنها عقيدة وسطية، ولكن نسبتها إلى واسط هو الصواب؛ ولأنه لو كانت نسبتها إلى الوسطية لسُمِّيتْ (العقيدة الوسطية)، لا الواسطية؛ وقد جاء في غِلاف بعض الطبعات المصرية (العقيدة الوسطية) ولعله سهوٌ، أو اعتقاد أنها نسبة إلى الوسطية، وكل ذلك غير صحيح.
تاريخ تأليفها:
أُلِّفت العقيدة الواسطية في حدود سنة (٦٩٢ هـ)؛ لأن شيخ الإسلام قال في حكايته للمناظرة مع أهل الكلام:«أنا أعلم أن أقوامًا يكذبون عليَّ؛ كما قد كذبوا عليَّ غير مرة، وإن أمليت الاعتقاد من حفظي: ربما يقولون كتم بعضه؛ أو داهن ودارى، فأنا أحضر عقيدة مكتوبة؛ من نحو سبع سنين قبل مجيء التتر إلى الشام»(١)، يقصد بذلك العقيدة الواسطية، ومجيء التتر كان سنة (٦٩٩ هـ)، فإذا نُقص منها سبع سنين صارت (٦٩٢ هـ).
موضوعها:
اشتملت العقيدة الواسطية على عدد من موضوعات العقيدة، منها: مسائل الأسماء والصفات، ووسطية أهل السنة والجماعة، ومسائل الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وحقوق الصحابة وآل البيت، وكرامات الأولياء، وطريقة أهل السنة في السلوك والعمل، وغيرها من المسائل التي هي من أصول مذهب أهل السنة والجماعة، وقد تخلل هذه