للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كيف نجمع بين هذه الأحاديث؟

جاء في حديث معاوية رضي الله عنه أن أمر هذه الأمة سيبقى مستقيمًا حتى تقوم الساعة، وفي حديث ابن مسعود أنها تقوم على شرار الناس، وفي حديث أنس: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: الله الله» (١).

هناك عدة أجوبة:

الجواب الأول: أن المراد بقيام الساعة قرب قيام الساعة، وأما الشك في حديث معاوية - رضي الله عنه -: «حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ حَتَّى يَاتِيَ أَمْرُ الله»، فنرده إلى النصوص التي ليس فيها شك؛ مثل حديث أنس - رضي الله عنه - وحديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، وعلى هذا أكثر الأحاديث، أما الشك في حديث معاوية فلعله من الراوي.

فتكون خلاصة الجواب: أن أمر هذه الأمة لا يزال مستقيمًا إلى قرب قيام الساعة، أي أنه عند قيام الساعة لا يوجد من يقول الله، وأهل الإيمان ينقرضون قبل هذا.

الجواب الثاني: أن المراد بقيام الساعة: ساعة أهل ذلك الزمان، ومَن مات فقد قامت قيامته، وليس المراد قيام الساعة الكبرى.

هذان الجوابان من أشهر الأجوبة، والجواب الأول أقرب.


(١) صحيح مسلم (١/ ١٣١) رقم (١٤٨).

<<  <   >  >>