للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: (١١)].

الشرح

إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ: أَنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تصديقًا للحبر»، والحديث في الصحيحين من رواية ابن مسعود رضي الله عنه (١).

والحديث فيه فوائد:

أولًا: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لليهودي بما قال، إذ أخبر أن الله يضع السماء يوم القيامة على إصبع ... إلخ.

ثانيًا: قبول الحق من الكافر، وأن الحق متى جاءنا قبلناه بغض النظر عمَّن قاله.

قوله: «بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» هذه الآية قاعدة من القواعد العظيمة في باب الأسماء والصفات، وفيها جملة من الفوائد والاستنباطات:

أولًا: في الآية رد على المشبِّهة؛ لقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

ثانيًا: فيها رد على المعطِّلة؛ لقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

ثالثًا: فيها رد على المعتزِلة الذين يثبتون الأسماء دون الصفات، حيث أخبر سبحانه أنَّ من أسمائه السميعَ والبصير، وهما اسمان يشتملان على


(١) أخرجه البخاري (٩/ ١٣٤) رقم (٧٤٥١)، ومسلم (٤/ ٢١٤٧) رقم (٢٧٨٦) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>