إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ: أَنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تصديقًا للحبر»، والحديث في الصحيحين من رواية ابن مسعود رضي الله عنه (١).
والحديث فيه فوائد:
أولًا: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لليهودي بما قال، إذ أخبر أن الله يضع السماء يوم القيامة على إصبع ... إلخ.
ثانيًا: قبول الحق من الكافر، وأن الحق متى جاءنا قبلناه بغض النظر عمَّن قاله.
قوله:«بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» هذه الآية قاعدة من القواعد العظيمة في باب الأسماء والصفات، وفيها جملة من الفوائد والاستنباطات:
أولًا: في الآية رد على المشبِّهة؛ لقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ثانيًا: فيها رد على المعطِّلة؛ لقوله:{وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
ثالثًا: فيها رد على المعتزِلة الذين يثبتون الأسماء دون الصفات، حيث أخبر سبحانه أنَّ من أسمائه السميعَ والبصير، وهما اسمان يشتملان على
(١) أخرجه البخاري (٩/ ١٣٤) رقم (٧٤٥١)، ومسلم (٤/ ٢١٤٧) رقم (٢٧٨٦) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.