للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [فاطر: (١١) وقوله: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: (١٢)].

الشرح

ما الحكمة من التعبير بالغيث دون المطر؟

الغيث: هو الذي تحيا به الأرض، أما المطر: فقد ينزل ولا تحيا به الأرض، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله؛ كما في «صحيح مسلم» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا» (١)، ينزل المطر ولا تنتفع به الأرض.

الثالث: علم ما في الأرحام، لقوله تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [لقمان: (٣٤)].

قد يقول قائل: تقدم الآن الطِّبُّ الحديث، وأصبحوا يعرفون: هل الجنين ذكر أو أنثى، والله يقول: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}؛ فما الجواب عن ذلك؟

الجواب من وجهين:

الوجه الأول: أنه قبل أن يتكون الجنين أو تنفخ فيه الروح لا يعلمون ذلك، ولا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -، أما بعد النفخ في الروح فيعلمون بذلك عن طريق الأجهزة.

الوجه الثاني: أن علمهم قاصر؛ فلا يعلمون متى يولد الجنين، وهل يعيش أو لا، ولا يعلمون رزقه، وأجله، وشقي أو سعيد، لا يعلم ذلك إلا الله تعالى.


(١) صحيح مسلم (٤/ ٢٢٢٨) رقم (٢٩٠٤).

<<  <   >  >>