الرابع: علم ما في الغد: وهذا مما اختص الله عز وجل به.
قد يقول قائل: إن الإنسان قد يقول: إني أعلم ما سأفعل غدًا، وذلك إذا عزم على الفعل، فكيف نقول: لا يعلم ما في غد إلا الله؟
الجواب: قد يقول هذا وينوي ويعزم، لكن لا يتحقق، والواجب على المسلم ربط ذلك بالمشيئة، فلا يقل: سأعمل غدًا كذا، من دون ذكر مشيئة الله عز وجل، وقد يعاقَب إذا لم يذكر المشيئة.
وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه كما في «سنن أبي داود» و «الترمذي» قال: «أَقْرَأَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: {إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المتِينُ}»(١).
«ذو القوة»: أي صاحب القوة.
«المتين»: من أسماء الله تعالى، من المتانة، وقد فسرها ابن عباس: بالشدة، وفسر المتين بالشديد.
(١) سنن أبي داود (٤/ ٣٥) رقم (٣٩٩٣)، وسنن الترمذي (٥/ ١٩٢) رقم (٢٩٤٠).