للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صَحَّ وَقيل فَإِنَّهُ يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ أَن أهل الْجنَّة يرونه على مقادير أَوْقَات الدُّنْيَا بِحَسب أَعْمَالهم الْحَسَنَة ومسارعتهم فِيهَا وكل مَا قيل فِي ذَلِك من معنى أَيَّام الدُّنْيَا وأوقاتها فِيهَا كَقَوْلِه وَلَهُم رزقهم فِيهَا بكرَة وعشيا فَذَلِك على تَقْدِير أَيَّام الدُّنْيَا وأوقاتها لَا أَن هُنَالك غدْوَة وعشيا أَو جُمُعَة أَو سبتا

فَأَما بروزه لأهل الْجنَّة فَذَلِك تجليه لَهُم وَهُوَ أَن يخلق لَهُم رُؤْيَة لَهُ تَعَالَى فهم على كثيب كافور

فَأَما معنى قربه مِنْهُم فَذَلِك رَاجع إِلَى الكرامات والمنزلة لَا إِلَى الْمَكَان والمسافة وَذَلِكَ متعالم مَشْهُور بَين النَّاس أَنهم يَقُولُونَ فلَان قريب من فلَان وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ قرب الْمنزلَة لَا قرب الْمسَافَة وَعَلِيهِ يتَأَوَّل قَوْله

من تقرب مني شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا // أخرجه البُخَارِيّ //

أَي تقرب بِالطَّاعَةِ ضعفت لَهُ الثَّوَاب وزدته كَرَامَة

وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ لِلْفَاسِقِ فِي فسقه أَنه متباعد عَن الله يُرِيدُونَ بذلك التباعد من طَاعَته وعبادته وعَلى هَذَا الْمَعْنى يُقَال

إِن الْكَافِر بعيد عَن الله وَالْمُؤمن قريب من الله وَالله قريب من الْمُؤمنِينَ بعيد عَن الْكَافرين

وَمعنى ذَلِك قرب رَحمته وكرامته ولطفه وفضله من الْمُؤمنِينَ وَبعد جَمِيع ذَلِك من الْكَافِر

<<  <   >  >>