فَأَما معنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله حَيّ ستير فقد فسرنا معنى الْحيَاء وَمعنى ستير أَي سَاتِر يستر على عباده كثيرا من عيوبهم وَلَا يظهرها عَلَيْهِم وستير بِمَعْنى سَاتِر كَمَا جَاءَ قدير بِمَعْنى قَادر وَعَلِيم بِمَعْنى عَالم وَإِذا حمل الْخَبَر على مَا ذكرنَا صَحَّ المُرَاد وَبَطل قَول من توهم فِيهَا التَّشْبِيه
ذكر خبر آخر وَبَيَان تَأْوِيله
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رجلا قَالَ لِبَنِيهِ
إِذا أَنا مت فاحرقوني ثمَّ ذروني فِي الْبَحْر لعَلي أضلّ الله تَعَالَى فَفَعَلُوا فَجَمعه الله تَعَالَى ثمَّ قَالَ لَهُ مَا حملك على ذَلِك
فَقَالَ مخافتك يَا رب
وروى حميد بن عبد الرحمن عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذَا الْخَبَر لفظا مُشكلا زَائِدا وَهُوَ أَن قَالَ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ