للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر خبر آخر فِي هَذَا الْمَعْنى

وَمثل هَذَا الْخَبَر مَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ

المقسطون عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن // أخرجه مُسلم

وَقد تَأَول النَّاس ذَلِك على تأولين

فَمنهمْ من قَالَ مَعْنَاهُ عَن يَمِين عرش الرَّحْمَن على طَريقَة الْعَرَب فِي الْحَذف والإضمار كَمَا قَالَ الْقَائِل

(واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس ... )

يَعْنِي أهل الْمجْلس وكما قَالَ عز وَجل

{وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل} أَي حبه

وَقَالَ بَعضهم معنى قَوْله عَن يَمِين الرَّحْمَن أَرَادَ بِهِ الْمنزلَة الرفيعة وَالْمحل الْعَظِيم وَهَذَا سَائِغ فِي لُغَة الْعَرَب وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ كَانَ فلَان عندنَا بِالْيَمِينِ اي كَانَ لَهُ عندنَا الْمحل الْجَلِيل والرتبة الْعَظِيمَة وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر

(أَقُول لناقتي إِذْ بلغتني ... لقد أَصبَحت عِنْدِي بِالْيَمِينِ)

أَي الْمحل الْجَلِيل وَإِذا كَانَ هَذَا مَعْرُوفا فِي اللُّغَة فِيمَا بَينهم واستحال

<<  <   >  >>