وَيُقَال مَلأ فلَان هَذَا الْبَلَد علما وَالْمرَاد بِهِ مَا نشر فِيهِ من الْكتب الَّتِي الْعلم فِيهَا مَكْتُوب وَمَا روى وَذكر فِيهِ وَلَا يكون المُرَاد بِهِ على نَحْو ملْء الْأَوَانِي بالأجسام الَّتِي فِيهَا وَلما احْتمل الْكَلَام هذَيْن الْمَعْنيين وَلم يجز أَحدهمَا على الله تَعَالَى صَحَّ أَن المُرَاد بِهِ مَا قُلْنَا
[ذكر خبر آخر وتأويله]
وَكَذَلِكَ مَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ
إِن الْعَرْش يثقل على كواهل حَملته من ثقل الرَّحْمَن حَتَّى يعرفوا غَضَبه بثقله على كواهلهم // أخرجه الْأَمَام أَحْمد //
فِي خبر هَذَا مَعْنَاهُ قيل أما معنى قَوْله من ثقل الرَّحْمَن فَلَيْسَ ذَلِك ثقلا كثقل الْأَجْسَام والأشباح وَإِنَّمَا هُوَ ثقل عَظمته كَقَوْل الْقَائِل ثقل عَليّ كلامك وَلَيْسَ ثقل كثقل الْأَجْسَام
وَقد يُقَال الْحق ثقيل مر وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ ثقلا كثقل الْأَجْسَام إِنَّمَا المُرَاد بِهِ مَا فِي تحمله من الصعوبة وَالْمَشَقَّة على النَّفس وَقد قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {إِنَّا سنلقي عَلَيْك قولا ثقيلا}
فثقل الرَّحْمَن على الْمَلَائِكَة ثقل هيبته فِي قُلُوبهم وَمَا يَتَجَدَّد لَهُم فِي بعض الْأَحْوَال من ذكر عَظمته وعزته فَأَما مَا يعْرفُونَ بِهِ غضب الرَّحْمَن جلّ ذكره فَيحْتَمل أَن يخلق فِي الْعَرْش ثقلا على كواهلهم وَيجْعَل ذَلِك أَمارَة لَهُم فِي بعض الْأَحْوَال من ذكر إِنْزَال الْعقُوبَة بِقدر فَكلما وجدوا ذَلِك إزدادوا تَعْظِيمًا وذكرا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute