للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر خبر آخر مِمَّا يَقْتَضِي التَّأْوِيل ويوهم ظَاهره التَّشْبِيه

وَهُوَ مَا رُوِيَ أَن الله تَعَالَى لما قضى خلقه إستلقى وَوضع أحدى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى ثمَّ قَالَ

لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يفعل مثل هَذَا

وأكدوا ذَلِك بِمَا رُوِيَ عَن كَعْب أَنه نهى الْأَشْعَث بن قيس أَن يضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى وَقَالَ إِنَّهَا جلْسَة الرب تَعَالَى

تَأْوِيل ذَلِك أعلم أَن قَوْله لما قضى خلقه أَي لما أتم خلقه مَا أَرَادَ أَن يخلق من السَّمَاوَات وَالْأَرضين وَمَا بَينهمَا وَمثله فِي اللُّغَة قضى فلَان دينه وَصلَاته أَي أَدَّاهُ وَمثله قَوْله تَعَالَى

{فقضاهن سبع سماوات} أَي خَلقهنَّ

وَقَوله {فَإِذا قضيت الصَّلَاة} أَي فرغ مِنْهَا وَأديت

وَأما قَوْله اسْتلْقى فقد تَأَول أهل الْعلم ذَلِك على وَجْهَيْن

أَحدهمَا أَن يكون المُرَاد بِهِ أَن الله عز وَجل لما خلق مَا أَرَادَ أَن يخلق من السَّمَوَات وَالْأَرضين وَمَا بَينهمَا ترك أَن يخلق أمثالهم دَائِما أبدا وَلَو شَاءَ لأدام ذَلِك لِأَن هَذِه كلمة تسْتَعْمل فِي اللُّغَة وَالْعَادَة على هَذَا الْمَعْنى كثيرا وَيُقَال مثله لمن عمل

<<  <   >  >>