للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَا تجلى مِنْهُ إِلَى قدر الْخِنْصر

[فصل]

فِي الْجَواب عَن ذَلِك وَبَيَان تَأْوِيله

أعلم أَن معنى التجلي الظُّهُور يُقَال تجلى لي الرَّأْي إِذا ظهر لَهُ الرَّأْي وَلم يكن ظَاهرا فَإِذا تجلى الرب فَمَعْنَاه يتَوَجَّه على وَجْهَيْن

أَحدهمَا بِإِظْهَار أَفعاله الدَّالَّة عَلَيْهِ على معنى أَنه يضع العلامات الَّتِي بهَا يسْتَدلّ عَلَيْهِ

وَالثَّانِي أَن يكون بِمَعْنى مَا يخلق من الرُّؤْيَة فيهم أَي مَا يخلق رُؤْيَة يَوْم الْقِيَامَة للْمُؤْمِنين فيتجلى لَهُم عِنْدهَا وَهَذَا غَايَة مَا يكون من التجلي لِأَن الْمعرفَة بالشي بعد مالم يكن تجل والرؤية لَهُ أَيْضا بعد مَا لم يره تجلي والعيان فِي التجلي أبلغ

وَأما معنى الضحك فقد بَينا فِيمَا قبل أَنه هُوَ بِمَعْنى إِظْهَار النِّعْمَة وَأَن الله عز وَجل يظْهر النِّعْمَة يَوْم الْقِيَامَة لأوليائه فِي الْجنَّة

فَكَأَنَّهُ قَالَ يتجلى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة بنعمه وأياديه وأحسانه وفضله وَأعظم مَا يتفضل بِهِ على أهل الْجنَّة مَا يخلق لَهُم من رُؤْيَتهمْ لَهُ

<<  <   >  >>