للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[فصل آخر]

ثمَّ ذكر بعد ذَلِك سننا وأخبارا كَثِيرَة يُرِيد بذكرها نَص القَوْل بِأَن الله تَعَالَى لم يزل وَلَا يزَال وينكر قَول من حكى عَنهُ أَو يتَوَهَّم عَلَيْهِ أَنه يَقُول إِن الله لم يتَكَلَّم إِلَّا مرّة ثمَّ لم يتَكَلَّم بعد ذَلِك وَلَيْسَ فِي جَمِيع مَا ذكره مَا يُنكر

غير أَنه قد أوهم بِرِوَايَة هَذِه الْأَخْبَار الَّتِي ذكرهَا أَن الله عز وَجل يتَكَلَّم كلَاما بعد كَلَام وَيَقُول قولا بعد قَول وَإِن لم ينص عَلَيْهِ بتصريح هَذِه الْعبارَة وَالْأولَى فِي ذَلِك أَن يُقَال

إِن كَلَام الله لم يزل وَلَا يزَال مَوْجُودا فَإِنَّهُ يفهم خلقه مَعَاني كَلَامه أَولا فأولا وشيئا فَشَيْئًا وَأَن الَّذِي يَتَجَدَّد الأسماع والإفهام دون المسموع الْمَفْهُوم وَقد ذكر فِي هَذَا الْقدر مَا يُغني عَن ترداد الْأَخْبَار فِيهِ وإبهام الْخَطَأ بِأَن تكلم فِي وَقت كَذَا وَتكلم فِي وَقت كَذَا لأجل أَن كَلَامه لَا يخص الْأَوْقَات والأزمان كَمَا أَن علمه وسَمعه وَقدرته لَا يَصح أَن يُقَال فِيهِ شَيْء من ذَلِك وَإِنَّمَا يَتَجَدَّد الْمَعْلُوم والمقدور بحدوثه شَيْئا بعد شَيْء دون الْعلم بِهِ وَالْقُدْرَة عَلَيْهِ

وَالَّذِي ذكره من الْأَخْبَار نَحْو مَا رُوِيَ أَن الله تكلم بَعْدَمَا خلق آدم يَوْم أَخذ الْمِيثَاق

وَتكلم لما خلق ذُرِّيَّة آدم

<<  <   >  >>