فَإِن قيل فَمَا تَقولُونَ فِيمَا رُوِيَ أَنه قد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
دخلت على رَبِّي فِي جنَّة عدن شَابًّا جَعدًا فِي ثَوْبَيْنِ أخضرين
قيل معنى قَوْله دخلت على رَبِّي كمعنى قَول الْمُسلمين فِي الْمَوْسِم أَتَيْنَاك رَبنَا شعثا غبرا من كل فج عميق لتغفر لنا ذنوبنا
وَيُقَال أَيْضا فِي الْكَلَام الْجَائِز الْجَارِي فِي الْعرف أقبل الله على فلَان بالكرامة وَأَقْبل فلَان على الله بِالطَّاعَةِ
أَي دخلت جنَّة رَبِّي بتقريبه لي وبكرامته إيَّايَ فَرَأَيْت فِيهَا شَابًّا وليا من أوليائه على هَذَا الْوَصْف دون أَن يكون هَذَا الْمَذْكُور هُوَ الله عز وَجل
وَقد يُقَال دخلت فِي غير مَا يكون فِي مَكَان أَيْضا وَذَلِكَ مُتَعَارَف بَين أهل اللُّغَة كَمَا يَقُولُونَ دخل فِي أَمرك الْبركَة وَأدْخل الله فِي أُمُوركُم الْبركَة أَي بَارك لَهُم فِيهَا وَيُقَال دخل فلَان على أَمْرِي ورأيي وَيُقَال أَيْضا دخل على فلَان فِي منزلي لَا أَنه دخل على بدنه وَإِنَّمَا الْمَعْنى أَنه دخل دَاره كَذَلِك معنى