فَقَالَ سَوف أخْبرك غرست كرامتهم بيَدي وختمت عَلَيْهِ فَلم تره عين وَلم تسمع بِهِ أذن وَلم يخْطر ذَلِك على قلب بشر مصداق ذَلِك فِي كتاب الله {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} الْآيَة
ذكر تَأْوِيله
أعلم أَنا قد بَينا أَن إِطْلَاق وصف الله عز وَجل بِأَن لَهُ يدين صفتين لَا جارحتين وَلَا نعمتين مِمَّا ورد بِهِ نَص الْكتاب وَالسّنة
وَتَحْقِيق مَعْنَاهُ على الْوَجْه الَّذِي يكون فِيهِ إتباع الْكتاب وَالسّنة من غير تَعْطِيل وَلَا تَشْبِيه وَأما قَوْله وختمت عَلَيْهِ فَيحْتَمل أَمريْن
أَحدهمَا أَن يكون المُرَاد بذلك أَي حكمت لَهُم بِهِ حكم الْعَطاء وَالْهِبَة لَهُم والتفضل عَلَيْهِم بهَا وَهَذَا مثل مَا يجْرِي فِي قَول الْقَائِل ختمت عَلَيْك بِفعل بِمَعْنى أَن حكمت وأوجبت عَلَيْك وخصصتك بِهِ