للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ أَن الْقُرْآن لَو كتب فِي جلد ثمَّ طرح الْجلد فِي النَّار مَا أحرقته النَّار وَذَلِكَ فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنبوته

وَقَالَ قوم تَأْوِيله أَن الْقُرْآن لَو كتب فِي جلد ثمَّ طرح الْجلد فِي النَّار مَا احْتَرَقَ أَي مَا أحترق الْقُرْآن

بِمَعْنى أَنه لم يبطل وَلم يندرس وَإِنَّمَا يندرس المداد ويحترق الْجلد دون الْقُرْآن وَهَذَا مثل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حاكيا عَن الله سُبْحَانَهُ {إِنِّي منزل عَلَيْك كتابا لَا يغسلهُ المَاء}

وَلم يرد أَنه لَو كتب الْقُرْآن فِي شَيْء وَغسل بِالْمَاءِ لم يغْتَسل إِنَّمَا أَرَادَ أَن المَاء لَا يُبطلهُ وَلَا يفنيه فَكَذَلِك قَوْله مَا احْتَرَقَ أَي فِي حَقِيقَة الْأَمر لَا يبطل وَلَا يندرس وَمثل هَذَا كثير قَالَ الله تَعَالَى {وَلَا يكتمون الله حَدِيثا} وهم قد كتموا الله لما قَالُوا {وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين}

وَإِنَّمَا أَرَادَ وَلَا يكتمون الله فِي حَقِيقَة الْأَمر لأَنهم فِيمَا كتموه لم يغب مَا كتموه عَن الله وَإِنَّمَا توهموا أَنهم كتموه

وَذهب ذاهبون من أَصْحَابنَا إِلَى أَنه لَا يَصح أَن يكون مَعْنَاهُ إِن من حفظ الْقُرْآن لم يعذب بالنَّار لِأَنَّهُ قد رُوِيَ فِي الْخَبَر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ

<<  <   >  >>