قَالَ إِن الله لما أخرج ذُرِّيَّة آدم من ظَهره أشهدهم على أنفسهم ثمَّ أَفَاضَ بهم فِي كفيه فَقَالَ هَؤُلَاءِ للجنة وَهَؤُلَاء للنار
فَمَعْنَى ذَلِك يرجع إِلَى نَوْعي الْعدْل وَالْفضل فِي مقدوراته المقدورة فِي أُمُور عباده وَأَنه قد سبق حكمه لفريق بِالْفَضْلِ ولآخرين بِالْعَدْلِ
وَكَذَلِكَ مَا رُوِيَ من الْأَصَابِع والأنامل فَمَحْمُول على أحد مَعْنيين
إِمَّا على النِّعْمَة وَالْفضل كَمَا يُقَال لفُلَان على أصْبع حسن وَالْمرَاد بذلك أثر حسن من طَرِيق النِّعْمَة
أَو يُرَاد بِهِ الْقُدْرَة كَمَا يُقَال مَا فلَان إِلَّا فِي قبضتي وَتَحْت أُصْبُعِي
وَأما مَا رُوِيَ فِي الْخَبَر أَن ابْني مليكَة أَتَيَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ
إِن أمنا كَانَت تكرم الزَّوْج وَذكر الحَدِيث وَقَالَ فِيهِ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فأقوم على يَمِين الرَّحْمَن مقَاما لَا يقومه أحد غَيْرِي
فَالْمُرَاد بذلك أحد تأويلين
أَحدهمَا فأقوم على يَمِين عرش الرَّحْمَن فَذكر الرَّحْمَن وَأَرَادَ عَرْشه كَمَا قَالَ {واسأل الْقرْيَة} وَأَرَادَ أَهلهَا وَأَشَارَ إِلَى مقَام أوليائه أَصْحَاب الْيَمين
وَالثَّانِي أَن يكون مَعْنَاهُ مَا يظْهر لَهُ من نعم الله وكرامته وَذَلِكَ بِأَن يقوم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute