وَفَائِدَة الْخَبَر تعريفنا أَنه عز ذكره مِمَّن لَا يدْخل بَين طبقتين وَلَا مِمَّن هُوَ فِي كل مَكَان كَمَا ذهب إِلَيْهِ المخالفون
وَإِذا استفدنا بِهَذَا الْخَبَر تَكْذِيب هذَيْن الْفرْقَتَيْنِ فِي دعواهما على الله أَنه يحل فِي بعض الْمَخْلُوقَات ويوصف أَنه فِي كل مَكَان رَجَعَ تَأْوِيل الْخَبَر إِلَى مَا نقُول أَنه أَرَادَ بِهِ أَنه غير مختلط وَلَا ممتزج بِشَيْء من خلقه وَأَنه بَائِن مِمَّا خلق بينونة الصّفة والنعت لَا بالتحيز وَالْمَكَان والجهة
فَأَما حَدِيث جُبَير بن مطعم فَلَيْسَ فِيهِ مَا يَقْتَضِي تَأْوِيلا أَكثر من قَوْله وَأَنه ليئط أطيط الرحل بالراكب وَذَلِكَ يرجع إِلَى الْعَرْش
وَلَيْسَ فِيهِ مَا يدل على أَن الله تَعَالَى مماس لَهُ مماسة الرَّاكِب لرحله بل فَائِدَة الْخَبَر أَنه يسمع للعرش أطيط الرحل إِذا ركب
وَيحْتَمل أَيْضا تَأْوِيلا آخر وَهُوَ أَن يُقَال
مَعْنَاهُ أطيط الْمَلَائِكَة وضجيجهم بالتسبيح حول الْعَرْش فأضيف الأطيط إِلَى الْعَرْش وَالْمرَاد بِهِ الطائفون بِهِ وَهَذَا سَائِغ فِي اللُّغَة كَمَا قَالَ
واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس
وَإِنَّمَا المُرَاد أهل الْمجْلس كَذَلِك تَقول الْعَرَب
اجْتمعت الْيَمَامَة وَالْمرَاد أَهلهَا
وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ بَنو فلَان يطؤهم الطَّرِيق وَالْمرَاد الْمَارَّة فِي الطَّرِيق
ثمَّ ذكر فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute