للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كَمَا يُقَال أَخذ الله بِيَدِك على أَنه نصرك ونجاك

وَكَذَلِكَ قَوْله فَأدْخلهُ الله عَلَيْهِ أَي أدخلهُ فِي رَحمته وكرامته

وَهَذَا كَقَوْل الْحجَّاج أَتَيْنَاك شعثا غبرا

وكقولهم للحجاج إِنَّهُم زوار الله

فَأَما قَوْلهم فِي تَأْوِيل قَوْله وَزِيَادَة فَيكْشف لَهُم عَن الْحجاب فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرجع إِلَى رفع الْمَانِع عَن الرُّؤْيَة من الممنوعين عَن رُؤْيَته من الْخلق

فَأَما مَا ذكر فِي وَصِيَّة نوح عَلَيْهِ السَّلَام ابْنه قَالَ

أَنهَاك عَن الْكبر والشرك فَإِن الله يحتجب عَنْهُمَا فَإِن ذَلِك يُؤَيّد مَا قُلْنَاهُ أَن يكون حجاب واحتجاب لَا على معنى التغطية والستر لِأَن احتجاب الله عز وَجل من الْكبر والشرك لَيْسَ احتجابا عَن سَاتِر ومغط وحاجب ومانع بل ذَلِك هُوَ منع المتكبر والمشرك مَا عِنْده من الرَّحْمَة للْمُؤْمِنين وَصرف النِّعْمَة عَنْهُم فَسُمي ذَلِك احتجابا عَنْهُم

فَأَما قَول عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ

فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ أَن دون الله يَوْم الْقِيَامَة سَبْعُونَ ألف حجاب

فقد بَينا أَنَّهَا حجاب للمخلوقين لَا لله وَلم يذكر أَيْضا أَنَّهَا حجاب الله عزوجل وَقد ذكرنَا وَجه تَسْمِيَة الحوائل والسواتر حجبا وحجابا وَأَن ذَلِك يرجع إِلَى تَسْمِيَة مَا يحدث عِنْده وَذَلِكَ أَن الْمَنْع اللرائي يحصل عِنْده فيسمى حِجَابا والحجاب

<<  <   >  >>