فَأَما قَوْله فِي الْخَبَر الآخر {إِن الله يضْحك من يأس العبيد وقنوطهم} فَيحْتَمل أَن يُقَال
إِن مَعْنَاهُ أَنه عِنْد يأس العَبْد مِمَّا سوى الله جلّ ذكره يظْهر الله رَحمته وَعطفه ولطفهم فيرحمهم وَلَيْسَ ذَلِك يرجع إِلَى يأس العَبْد من الله جلّ وَعز لِأَن من كَانَ كَذَلِك لم يظْهر لَهُ نعم الله جلّ ذكره
فَأَما قَوْله اللَّهُمَّ ألقه وَهُوَ يضْحك وَأَنت تضحك إِلَيْهِ فَضَحِك الله إِلَيْهِ إِظْهَار لكرامته وضحكه ظُهُور الْفَرح فِيهِ بِمَا يظْهر الله من النعم عَلَيْهِ وَفِيه
فَأَما قَوْله فِي الْخَبَر الآخر وَإِذا ضحك رَبك إِلَى عبد فِي موطن فَلَا حِسَاب عَلَيْهِ فَالْمُرَاد أَيْضا نظره لَهُ وَرَحمته وَأَنه إِذا أبدى نعمه على عبد رفع عَنهُ الْحساب فِيهَا إتماما لنعمه وإكمالا لَهَا ولمننه وفضله فِيهِ