للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْعرب قد تسْتَعْمل لفظ الْيَمين على معنى الْجد والحظ من الْخَيْر قَالَ قَائِل

(إِذا مَا راية دفعت لمجد ... تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ)

أَي بجدار وبخت وحظ فِي الْوُصُول إِلَى المُرَاد

وَيحْتَمل قَوْله مسح إِحْدَى يَدَيْهِ بِالْأُخْرَى أَن يكون مَعْنَاهُ

إِن الله عز وَجل لما خلق الذُّرِّيَّة خلقهَا نَوْعَيْنِ طيبا وخبيثا وميزها وَجعل مَحل الطّيب جَانب الْيَمين عِنْد يَمِين السَّعَادَة والتوفيق وَجعل مَحل الْخَبيث جَانب الْيَسَار من آدم أَو من الْملك الَّذِي أمره بخلط الطينة كَانَ ذَلِك متميز الْعين وَالْحكم ثمَّ خلطها خلطا آخر وَهُوَ أَن يَجْعَل الطّيب فِي الْمحل الْخَبيث والخبيث فِي الْمحل الطّيب على تَأَول من تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى

{يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ}

أَن مَعْنَاهُ تولد الْكَافِر من الْمُؤمن وَالْمُؤمن من الْكَافِر لِأَن مَا يحصل عَن مسح إِحْدَى الْيَدَيْنِ بِالْأُخْرَى مختلط غير مُمَيّز فَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك مثل ضَرْبَة الله

<<  <   >  >>