للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّمَاء وَالْأَرْض فَيَأْتِي كل روح إِلَى جسده فَيدْخل وَيَأْمُر الله الأَرْض فَتَنْشَق عَنْهُم فَيخْرجُونَ سرَاعًا إِلَى رَبهم يَنْسلونَ مهطعين إِلَى الدَّاعِي يسمعُونَ الْمُنَادِي من مَكَان قريب فَإِذا هم قيام ينظرُونَ

وَهَذَا مَعْلُوم بِالضَّرُورَةِ أَن الرَّسُول أخبر بِهِ وَإِن الله سُبْحَانَهُ لَا ينشىء لَهُم أرواحا غير أَرْوَاحهم الَّتِي كَانَت فِي الدُّنْيَا بل هِيَ الْأَرْوَاح الَّتِي اكْتسبت الْخَيْر وَالشَّر أنشأ أبدانها نشأة أُخْرَى ثمَّ ردهَا إِلَيْهَا

التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ أَن الرّوح والجسد يختصمان بَين يَدي الرب عز وَجل يَوْم الْقِيَامَة قَالَ عَليّ بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن أَبى سعيد الْبَقَّال عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ مَا تزَال الْخُصُومَة بَين النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يُخَاصم الرّوح الْجَسَد فَيَقُول الرّوح يَا رب إِنَّمَا كنت روحا مِنْك جَعَلتني فِي هَذَا الْجَسَد فَلَا ذَنْب لي وَيَقُول الْجَسَد يَا رب كنت جسدا خلقتني وَدخل فِي هَذَا الرّوح مثل النَّار فِيهِ كنت أقوم وَبِه كنت أقعد وَبِه أذهب وَبِه أجىء لَا ذَنْب لي قَالَ فَيُقَال أَنا أَقْْضِي بَيْنكُمَا أخبراني عَن أعمى ومقعد دخلا حَائِطا فَقَالَ المقعد للأعمى إِنِّي أرى ثمرا فَلَو كَانَت لي رجلَانِ لتناولت فَقَالَ الْأَعْمَى أَنا أحملك على رقبتي فَحَمله فَتَنَاول من الثَّمر فأكلا جَمِيعًا فعلى من الذَّنب قَالَا عَلَيْهِمَا جَمِيعًا فَقَالَ قضيتما على أنفسكما

التِّسْعُونَ الْأَحَادِيث والْآثَار الدَّالَّة على عَذَاب الْقَبْر ونعيمه إِلَى يَوْم الْبَعْث فمعلوم أَن الْجَسَد تلاشى واضمحل وَأَن الْعَذَاب وَالنَّعِيم المستمرين إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِنَّمَا هُوَ على الرّوح

الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ أَخْبَار الصَّادِق المصدوق فِي الحَدِيث الصَّحِيح عَن الشُّهَدَاء إِنَّهُم لما سئلوا مَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيد أَن ترد أَرْوَاحنَا فِي أَجْسَادنَا حَتَّى نقْتل فِيك مرّة أُخْرَى فَهَذَا سُؤال وَجَوَاب من ذَات حَيَّة عَالِمَة ناطقة تقبل الرَّد إِلَى الدُّنْيَا وَالدُّخُول فِي أجساد خرجت مِنْهَا وَهَذِه الْأَرْوَاح سُئِلت وَهِي تسرح فِي الْجنَّة والأجساد قد مزقها البلى

الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ مَا ثَبت عَن سلمَان الْفَارِسِي وَغَيره من الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم أَن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فِي برزخ تذْهب حَيْثُ شَاءَت وأرواح الْكفَّار فِي سِجِّين وَقد تقدم

الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ رُؤْيَة النَّبِي لأرواح النَّاس عَن يَمِين آدم ويساره لَيْلَة الْإِسْرَاء فرآها متحيزة بمَكَان معِين

<<  <   >  >>