الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ رُؤْيَته أَرْوَاح الْأَنْبِيَاء فِي السَّمَوَات وسلامهم عَلَيْهِ وترحيبهم بِهِ كَمَا أخبر بِهِ وَأما أبدانهم فَفِي الأَرْض
الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ رُؤْيَته أَرْوَاح الْأَطْفَال حول إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام
السَّادِس وَالتِّسْعُونَ رُؤْيَته أَرْوَاح الْمُعَذَّبين فِي البرزخ بأنواع الْعَذَاب فِي حَدِيث سَمُرَة الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقد تلاشت أَجْسَادهم واضمحلت وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي رَآهُ أَرْوَاحهم ونسمهم يفعل بهَا ذَلِك
السَّابِع وَالتِّسْعُونَ أخباره سُبْحَانَهُ عَن الَّذين قتلوا فِي سَبيله أَنهم أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَأَنَّهُمْ فَرِحُونَ مستبشرين بإخوانهم وَهَذَا للأرواح قطعا لِأَن الْأَبدَان فِي التُّرَاب تنظر عود أَرْوَاحهم إِلَيْهَا يَوْم الْبَعْث
الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ مَا تقدم من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَنحن نسوقه ليتبين كم فِيهِ من دَلِيل على بطلَان قَول الْمَلَاحِدَة وَأهل الْبدع فِي الرّوح وَقد ذكرنَا إِسْنَاده فِيمَا تقدم قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله ذَات يَوْم قَاعِدا تَلا هَذِه الْآيَة {وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت} الْآيَة ثمَّ قَالَ وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ مَا من نفس تفارق الدُّنْيَا حَتَّى ترى مقعدها من الْجنَّة أَو النَّار فَإِذا كَانَ عِنْد ذَلِك صف لَهُ سماطان من الْمَلَائِكَة ينتظمان مَا بَين الْخَافِقين كَأَن وُجُوههم الشَّمْس فَينْظر إِلَيْهِم مَا يرى غَيرهم وَإِن كُنْتُم ترَوْنَ أَنه ينظر إِلَيْكُم مَعَ كل ملك مِنْهُم أكفان وحنوط فَإِن كَانَ مُؤمنا بشروه بِالْجنَّةِ وَقَالُوا أَخْرِجِي أيتها النَّفس المطمئنة إِلَى رضوَان الله وجنته فقد أعد الله لَك من الْكَرَامَة مَا هُوَ خير لَك من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا فَلَا يزالون يُبَشِّرُونَهُ فهم ألطف بِهِ وأرأف من الوالدة بِوَلَدِهَا ثمَّ يسلون روحه من تَحت كل ظفر ومفصل يَمُوت الأول فَالْأول ويبرد كل عُضْو الأول فَالْأول ويهون عَلَيْهِم وَإِن كُنْتُم تَرَوْنَهُ شَدِيدا حَتَّى تبلغ ذقنه فلهي أَشد كَرَاهِيَة لِلْخُرُوجِ من الْجَسَد من الْوَلَد حِين يخرج من الرَّحِم فيبتدرونها كل ملك مِنْهُم أَيهمْ يقبضهَا فيتولى قبضهَا ملك ثمَّ تَلا رَسُول الله {قل يتوفاكم ملك الْمَوْت الَّذِي وكل بكم ثمَّ إِلَى ربكُم ترجعون} فيتلقاها بأكفان بيض ثمَّ يحتضنها إِلَيْهِ فَلَهو أَشد لُزُوما من الْمَرْأَة لولدها ثمَّ يفوح مِنْهَا ريح أطيب من الْمسك فيستنشقون ريحًا طيبا ويتباشرون بهَا وَيَقُولُونَ مرْحَبًا بِالرِّيحِ الطّيبَة وَالروح الطّيب اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ روحا وصل على جَسَد خرجت مِنْهُ قَالَ فيصعدون بهَا فتفوح لَهُم ريح أطيب من الْمسك فيصلون عَلَيْهَا ويتباشرون بهَا وتفتح لَهُم أَبْوَاب السَّمَاء وَيصلى عَلَيْهَا كل ملك فِي كل سَمَاء تمر بهم حَتَّى تَنْتَهِي بَين يَدي الْجَبَّار جلّ جَلَاله فَيَقُول الْجَبَّار عز وَجل مرْحَبًا بِالنَّفسِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute