٩٠ - أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن زِيَاد أَخُو مُحَمَّد
من الْكتاب الْمَذْكُور ولاه مُحَمَّد بعد وَفَاة أَخِيه وَكَانَ فَاضلا خيرا يُقَال إِنَّه مجاب الدعْوَة وَخرج يَسْتَسْقِي وَأمر من حمل مَعَه غطاء فَعجب النَّاس فَلم ينْصَرف إِلَّا والغيث نَازل وَلكنه كَانَ فِيهِ جفَاء وحرج صدر وَكَانَ سُلَيْمَان ابْن أسود يكْتب عَنهُ وبلغه أَن الْأَمِير مُحَمَّدًا ذكره للْقَضَاء بعده فاستبطأ سُلَيْمَان الخطة فَأَتَاهُ من بَاب النَّصِيحَة وَقَالَ لَهُ لَو كتبت إِلَى الْأَمِير تستعفيه وتذكر شيخك وضعفك كَانَ أشرف لَك عِنْده وصرت أعظم فِي قلبه فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ عني بِمَا رَأَيْت فَكتب بذلك فَلَمَّا وصل الْكتاب إِلَى الْأَمِير اغتنم ذَلِك وأعفاه من يَوْمه
٩١ - أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن أسود
من الْكتاب الْمَذْكُور أَن الامير مُحَمَّدًا اشتقضاه بعد استعفاء أَحْمد بن زِيَاد وَكَانَ صَالحا صليباً متقشفاً وَكَانَ سَبَب عظمه فِي قلب مُحَمَّد أَن الْأَمِير عبد الرَّحْمَن كَانَ قد استقضاه بماردة وَمُحَمّد أميرها قبل سلطنته فَقدم تَاجر يَهُودِيّ برقيق من جليقية وَكَانَ فِيهِنَّ جَارِيَة رائعة الْجمال تشطط الْيَهُودِيّ فِي ثمنهَا على الْأَمِير مُحَمَّد فَأَمْسكهَا عَنهُ فَرفع ذَلِك إِلَى سُلَيْمَان فآل الْأَمر إِلَى أَن أنكرها وَركب القَاضِي إِلَى قرطبة لِأَبِيهِ فَحِينَئِذٍ ردهَا على الْيَهُودِيّ فَقَالَ القَاضِي لِلْيَهُودِيِّ قد بلغتك مَا طلبته وَأرى أَن تصير الْجَارِيَة إِلَى الْأَمِير بِمَا أحبه من الثّمن فَفعل ذَلِك ووجها الامير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute