للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لَيْلَة الاربعاء لليلتين خلتا من رمصان سنة خمسين وثلاثمائة وَكَانَ مشغوفا يتضخيم الْبُنيان والسلطنة والجند وَقسم اموال جبابيه على ثَلَاثَة قسم للجند والحروب وَقسم للبنيان وَقسم ينْفق مِنْهُ فِي غير هذَيْن من الْمصَالح ويحزن بَاقِيه ذخيرة وَقد تقدّمت أبياته فِي الْبُنيان مِمَّا أنْشدهُ الشقندي والحجاري وَله حكايات دينية ودنياوية فأملح مَا وقفت عَلَيْهِ من حكاياته الدِّينِيَّة مَا حَكَاهُ الحجاري من أَنه حضر يَوْم جُمُعَة فِي جَامع الزهراء فَلَمَّا خطب مُنْذر بن سعيد قَالَ فِي خطبَته أتبنون بِكُل ريع آيَة تعبثون الاية فَتحَرك النَّاس لذَلِك وَعلم النَّاصِر أَنه عرض بِهِ فَلَمَّا فرغ قَالَ لِابْنِهِ الْمُسْتَنْصر فِيمَا جرى عَلَيْهِ مِنْهُ ثمَّ قَالَ لَكِن عَليّ لله يَمِين أَلا أُصَلِّي خَلفه مَا عِشْت فَلَمَّا جَاءَت الْجُمُعَة الثَّانِيَة قَالَ لِابْنِهِ كَيفَ نصْنَع فِي الْيَمين قَالَ يُؤمر بالتأخر ويستخلف غَيره فاغتاظ النَّاصِر وَقَالَ ابمثل هَذَا الرَّأْي الفائل تُشِير عَليّ وَالله لقد نَدِمت على مَا فرط مني فِي الْيَمين واني لاستحي أَن أجعَل بيني وَبَين الله غير مُنْذر ثمَّ رأى أَن يُصَلِّي فِي جَامع قرطبة فواصل ذَلِك بَقِيَّة مدَّته وَكَانَ لَهُ جلساء ووزراء عُظَمَاء يَأْتِي مِنْهُم تراجم بعد هَذَا وَأعظم من اسْتَعَانَ بِهِ فِي الحروب ابْن عَمه سعيد بن الْمُنْذر بن مُعَاوِيَة بن ابان يحي بن عبيد الله بن مُعَاوِيَة ابْن هِشَام بن عبد الْملك وَهُوَ الَّذِي تولى حَرْب ابْن حفصون كَبِير الْمُنَافِقين وافتتح قلعته وَكَانَ ممدحاً جواداً سعيد الْحَيَاة فقيد الْمَمَات وَحضر لَيْلَة عِنْده وزيره ومولاه أَبُو عُثْمَان بن إِدْرِيس فغنت جَارِيَة ... أحبكم مَا عِشْت فِي الْقرب والنوى ... وأذكركم فِي حَالَة الْوَصْل والصد

على انكم لَا تشتهون زيارتي ... قَرِيبا وَلَا ذكراي فِي فَتْرَة الْبعد ...

واستجاز وزيره فَقَالَ الِابْتِدَاء لأمير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ ... وَأَنْتُم جعلتم مهجتي مسكن الجوى ... وانتم جعلتم مقلتي مسكن السهد ...

ثمَّ قَالَ الْوَزير ... وَمَالِي عَنْكُم جرتم أَو عدلتم ... على كل حَال فاعلموا ذَاك من بُد ...

<<  <  ج: ص:  >  >>