للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ظَنك تَحْقِيقا فَإِنَّهُم شَجَرَة نفاق أَصْلهَا وفروعها تسقى بِمَاء وَاحِد فاهجر فيهم الْمَنَام والدعة فالعيون إِلَيْهِم تنظر والآذان نحوهم تسمع فَمَتَى اسْتَنْزَلَهُمْ من معلقهم أَغْنَاك ذَلِك عَن مكابدة غَيرهم فَلم يزل بهم حَتَّى غلب عَلَيْهِم

وأقدم عَلَيْهِ رجل وقاح بالشكوى والصياح وَخرج من أمره أَنه اشْترى حمارا فَخرج فِيهِ عيب فَرفع ذَلِك إِلَى القَاضِي فَرد حكمه إِلَى أهل السُّوق فأفتوا أَنه عيب حَدِيث قَالَ فألزموني بِهِ وَأَنا لَا أريده فَقَالَ تجاوزت القَاضِي وَأهل السُّوق إِلَى الْخَلِيفَة فِي هَذِه الْمَسْأَلَة الوضيعة ثمَّ أَمر بِهِ فَضرب ونودى عَلَيْهِ بذلك مجرساً ورد رَأسه إِلَى وزرائه وَقَالَ أعلمتم أَن الْأَمِير عبد الله جدي بنزوله للعامة فِي الحكم للْمَرْأَة فِي غزلها والحمال فِي ثمن مَا يحملهُ والدلال فِي ثمن مَا يُنَادي عَلَيْهِ أضاع كبار الْأُمُور ومهماتها وَالنَّظَر فِي حروبه ومدارأة المتوثبين عَلَيْهِ حَتَّى اضطرمت جَزِيرَة الأندلس وكادت الدولة أَلا يبْقى لَهَا رسم وَأي مصلحَة فِي نظر غزل امْرَأَة ينظر فِيهِ أَمِين سوق الْغَزل وإضاعة النّظر فِي قطع الطّرق وَسَفك الدِّمَاء وتخريب الْعمرَان وَكَانَ حَاجِبه مُوسَى بن حدير على ذكائه يَقُول مَا رَأَيْت أذكى مِنْهُ كنت وَالله آخذ مَعَه فِي الشَّيْء تحليقاً على سواهُ حَتَّى أخرج إِلَيْهِ فيسبقني لمرادي وَيعلم مَا بنيت عَلَيْهِ تدبيري وَكَانَ لَهُ عُيُون على مَا قرب وَبعد وَصغر وَكبر وَكَانَ مَعْرُوفا بِحسن الْعَهْد وَبِذَلِك انْتفع فِي استنزال المتغلبين

قَالَ الحجاري وَرفع للناصر أَن تَاجِرًا زعم أَنه ضَاعَت لَهُ صرة فِيهَا مائَة دِينَار ونادى عَلَيْهَا وَاشْترط أَن يهب للآتي بهَا عشرَة دَنَانِير فجَاء بهَا رجل عَلَيْهِ سمة خير ذكر أَنه وجدهَا فَلَمَّا حصلت فِي يَده قَالَ إِنَّهَا كَانَت مائَة وَعشرَة وَإِن الْعشْرَة الَّتِي نقصت مِنْهَا أَخذهَا الَّذِي أَتَى بهَا وأبى أَن يدْفع لَهُ مَا شَرط فَوَقع النَّاصِر صدق التَّاجِر وَالرجل الَّذِي

<<  <  ج: ص:  >  >>