للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سلم وافتقده لِئَلَّا يهْلك بِالْجُوعِ والعطش فَإِنَّهُ من ذُرِّيَّة الهدهد الَّذِي دلّ سُلَيْمَان على عرش بلقيس قَالَ الْمَأْمُور بِهَذَا فكدت وَالله أخنقه فيستريح ويستراح مِنْهُ

وَكَانَت أمه صبح هِيَ الَّتِي أظهرت الْمَنْصُور بن أبي عَامر وَيُقَال إِنَّهَا أَرْضَعَتْه وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ ظئر هِشَام فَلَمَّا تغلب وَلم يرع صبحاً قَالَت لابنها أما ترى مَا يصنع هَذَا الْكَلْب فَقَالَ دعيه ينبح لنا وَلَا ينبح علينا

وَمن تخلفه أَنه رام الصعُود إِلَى برج يتفرج فِيهِ فَنزل فِي دهليز تَحت الأَرْض فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ النُّزُول وأظلم الْمَكَان قَالَ للَّذي مَعَه يَا إِنْسَان أَيْن أَعلَى البرج قَالَ فَقلت يَا مولَايَ لَيْسَ هَذَا بَابه وَإِنَّمَا هَذَا بَاب الدهليز الَّذِي تَحت الأَرْض قَالَ صدقت وَإِلَّا لَو كَانَ بَاب البرج كَانَ يكون فِيهِ خابية المَاء وَإِنَّمَا جعل الخابية شرطا لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ برج يعْتَاد صُعُوده وَفِي بَابه خابية

وَنظر يَوْمًا إِلَى بغلة كَانَت من تحف الْمُلُوك وَقد جعل على فرجهَا مَا جرت بِهِ الْعَادة خوف تعدى السواس عَلَيْهَا فَقَالَ لم صنعت هَذِه الأخراس على حر هَذِه البغلة فَعرفهُ بِالْعِلَّةِ فَقَالَ فَاجْعَلْ على حجرها أخراساً أخر فقد يكون فِي السواس لاطة قَالَ فوَاللَّه مَا قدرت على أَن أملك الضحك فخالسته وتحملت على تقطيعه وستره ثمَّ قلت يَا سَيِّدي البغلة إِذا خيط فرجهَا قدرت على أَن تبول مِنْهُ وَكَيف تصنع إِذا خيط حجرها بِمَا يخرج مِنْهُ قَالَ صدقت فَاجْعَلْ على حراستها شَاهِدين عَدْلَيْنِ يرقبان ذَلِك الْموضع فَقلت لَهُ سأكلم الْحَاجِب قَالَ وانفصلت إِلَى ابْن أبي عَامر لأطرفه بِمَا جرى فَلَمَّا أخْبرته سجد وَجعل يُكَرر حمد الله قَالَ ثمَّ قَالَ لي أتعلم أَن فِي هَذَا الَّذِي أنكرته صَلَاح الْمُسلمين وَذَلِكَ أَن السُّلْطَان الَّذِي تصلح مَعَه الرّعية اثْنَان إِمَّا سُلْطَان قاهر ذُو رَأْي عَارِف بِمَا يَأْتِي ويذر مستبد بِنَفسِهِ وَإِمَّا سُلْطَان

<<  <  ج: ص:  >  >>