وَالْقَصِيدَة الجليلة الَّتِي لَهَا فِي رثاء المتَوَكل بن الْأَفْطَس وولديه ... مَا لليالي اقال الله عثرتنا ... من اللَّيَالِي وخانتها يَد الْغَيْر
تسر بالشَّيْء لَكِن كي تضر بِهِ ... كالأيم ثار إِلَى الْجَانِي من الزهر
كم دولة وليت بالنصر خدمتها ... لم تبْق مِنْهَا وسل ذكراك من خبر ...
ثمَّ أَخذ يقص دوَل الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام إِلَى أَن قَالَ ... وليتها إِذْ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بِمَا شَاءَت من الْبشر ...
وَمِنْهَا ... وأوثقت فِي عراها كل مُعْتَمد ... وأشرقت بقذاها كل مقتدر
وروعت كل مَأْمُون ومؤتمن ... وَأسْلمت كل مَنْصُور ومنتصر
بني المظفر وَالْأَيَّام لَا نزلت ... مراحلاً والورى مِنْهَا على سفر
سحقاً ليومكم يَوْمًا ولاحملت ... بِمثلِهِ لَيْلَة فِي سالف الْعَصْر
من للأسرة أَو من للأعنة أَو ... من للأسنة يهديها إِلَى الثغر
من للبراء أَو من لليراعة أَو ... من للسماحة أَو للنفع وَالضَّرَر
وَيْح السماح وويح النَّاس لَو سلما ... واحسرة الدّين وَالدُّنْيَا على عمر
سقى ثرى الْفضل وَالْعَبَّاس هامية ... تعزى إِلَيْهِم سماحاً لَا إِلَى الْمَطَر
ثَلَاثَة مَا رأى السعدان مثلهم ... تجهزوا فَغَدوْا فِي اللَّحْد والغير
ثَلَاثَة مَا رقى النسران حَيْثُ رقوا ... وكل مَا طَار من نسر وَلم يطر
وَمر من كل شَيْء فِيهِ أطيبه ... حَتَّى التَّمَتُّع بالآصال وَالْبكْر
على الْفَضَائِل إِلَّا الصَّبْر بعدهمْ ... سَلام مرتقب لِلْأجرِ منتظر ...