.. أيّ أقاحٍ وجُلّنارِ ... حاما على مَنْهَلِ الرُّضابِ
وأيّ صِلَّيْن من عِذارِ ... دَبَّا كلامَين فِي كتاب
وأيّ ماءٍ وأيّ نارٍ ... ضمَّتْهما نَعمةُ الشبابِ
فقلْ حَيَا مَوْردٍ زُلَالِ ... يحرسُه الثغرُ بالشِّفارْ
وَقل جِنانٌ وَقل لآلِ ... يُعَلُّ بالمسك والعُقارْ
من لي بِهِ والمنى غرورُ ... وسنانُ طاوى الحشا غَريرُ
النَّورُ من خدِّه منيرُ ... على فُؤَادِي وَلَا نَصيرُ
يَا نفس مَا مِنْك بالوصالِ ... بُدٌّ وَلَا منّيَ انتصارْ
فقد دَعَا جَفْنُه نزالِ ... فَأَيْنَ من فتكهِ الفِرارْ
يَا قلبِي المُبْتَلى بحبِّه ... باعتك عَيْني بِلَا شرا
من باخل فِي الْهوى بِقُرْبِهِ ... حَتَّى على اللَّطِيف بالكَرَى
صبرا على هَجْره وعتْبه ... فَلَيْسَ إِلَّا الَّذِي تَرَى
لَعَلَّ رفقا من الوصالِ ... يُدال من قَسْوةِ النِّفَارْ
أَو بعضَ مَا تحدث الليالِ ... يفك من ذَلِك الإسارُ
وناصحٍ قَالَ يَا غريبُ ... أسرَفت فِي البَثِّ والحَزَنْ
للمرءِ من دمعه نصيبُ ... والروحُ مَا إِن لَهُ ثَمنْ
وَيحك لَا عيشَةٌ تطيبُ ... وَلَا نديمٌ وَلَا سَكنْ
فخلِّ عينيَّ فِي انهمال ... يقر للدَّمع من قرارْ
وابك معي رقّةً لحالي ... بكاءَ غَيْلان فِي الديار
جعلتُ لِبْسَ الْهوى شِعاراً ... واختلت فِي برده القشيبِ ...