للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقيل لَهُ كَيفَ كَانَ هِشَام المعتد فَقَالَ يَكْفِي من الدّلَالَة على اخْتِيَاره أَنه استكتبني وَاتخذ ابْن شَهِيد جَلِيسا وَكَانَ ابْن الحناط أعمى وَابْن شَهِيد أَصمّ

وَمن المتين لِابْنِ حَيَّان وَفِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة نعى إِلَيْنَا أَبُو عبد الله بن الحناط الشَّاعِر الأديب الْقُرْطُبِيّ بَقِيَّة الأدباء النحارير فِي الشّعْر هلك بالجزيرة الخضراء فِي كنف الْأَمِير مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن حمود وَكَانَ من أوسع النَّاس علما بعلوم الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَسَائِر التعاليم وَوَصفه بِفساد الدّين وَأَنه ولد أعشى الحملاق ثمَّ طفى نور عَيْنَيْهِ بِالْكُلِّيَّةِ بعد الْقِرَاءَة الْكَثِيرَة فازداد براعة وَكَانَ يتطبب عِنْده الْمُلُوك والخاصة وَقَالَ فِي وَصفه ابْن بسام زعيم من زعماء الْعَصْر وَرَئِيس رُؤَسَاء النّظم والنثر وَبَينه وَبَين أبي عَامر بن شَهِيد مناقضات نظماً ونثراً أشرقت أَبَا عَامر بِالْمَاءِ وَأخذت عَلَيْهِ بفروج الْهَوَاء وَمِمَّا أنْشدهُ لَهُ قَوْله فِي مُخَاطبَة المظفر بن الْأَفْطَس ملك بطليوس ... كتبت على الْبعد مستجدياً ... لعلمي بأنك لَا تبخل

فجَاء الرَّسُول كَمَا اشتهي ... وَقد سَاق فَوق الَّذِي آمل

وَمَا كَانَ وَجهك ذَاك الْجَمِيل ... ليفعل غير الَّذِي يجمل ...

وَقَوله من قصيدة فِي عَليّ بن حمود ... لوينا بأعناق الْمطِي إِلَى اللوى ... وَقد علمتنا البث تِلْكَ المعالم

سقى منبت اللَّذَّات مِنْهَا ابْن هَاشم ... إِذا انهملت من راحتيه الغمائم

إِمَام أَمَام الدّين حد حسامه ... طرير وَمِنْه فِي يَد الله قَائِم ...

<<  <  ج: ص:  >  >>