للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قليلاً على ظهر المطية ظله ... سوى ما نفى عنه الرداء المحبر

قال: أنا والله ذاك وكان يحج عاماً ويغزو عاماً.

قال الأصمعي: كنت مع الرشيد منصرفنا من الروم، إذا نحن برجل قد أنحط عليه صدره وعليه برنس وبيده عكاز، فلما حاذى الرشيد قال " من الكامل ":

ياأول الخلفاء را ... ح بنفسه وغدا وأسرى

حتى أباح حمى العدو ... وحاز ما يحوون قسرا

صدرت ركابك بافتتا ... ح الروم قد اوقرن اجرا

في الله أشعث أغبرا ... وتقودنا شعثاً وغبرا

حلوا إذا يوسرت اباء ... إذا عوسرت مُرَّاً

قال: من الرجل؟ قال: عبدك ابن العلاء، يا أمير المؤمنين! فأمر له بكل بيت عشرة آلاف درهم. - وقال الأصمعي: سمعت ابن أبي السعلاء يحدو بالرشيد، فيقول " من الهزج ":

أغيثاً تحمل الناقة ... أم تحملُ هارونا

أم الشمس أم البدرُ ... أمِ الدُنيا أم الدنيا

ألا بل كلما عدد ... تُ قد أصبح مقرونا

على مفرق هارون ... فداه الآدميونا

وقال الأصمعي: كنتُ بين يدي الرشيد في يوم قُرّ، إذ دخل سعيد بن سلم، فقال: ياسعيد، أنشدني في البرد! فأنشده لمُرة بن محكان السعدي " من البسيط ":

وليلةٍ من جمادي ذات أندية ... لايبصرُ الكلبُ من ظلمائها الطنبا

لاينبحُ الكلبُ فيها غير واحدةٍ ... حتى يلفَّ على خيشومه الذنبا

فقال: غير هذا. فأنشدته أنا " من البسيط ":

وليلةٍ يصطلي بالفرثِ جازرها ... يختص بالنقري المثرين داعيها

لاينبح الكلب فيها غير واحدة ... حتى الصباح ولاتسري أفاعيها

أطعمت فيها على جهد ومسغبة ... كومَ العشار إذا لم يمس راعيها

فقال: أريد أبلغ من هذا. فأنشدته " من الطويل ":

وليلةٍ قُرٍ يصطلي القوس رَبُها ... وأقدحه اللاتي بها يتنبلُ

فقال: ياأصمعي، حسبك ما بعد هذا شيء! ثمّ أنشدني " من المتقارب ":

إذا نبح الكلبُ في أهله ... فإن قصاراه أن يكشرا

<<  <   >  >>