للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال عبيد الله " من السريع ":

وأتبعوا ذاك بآيينة ... فإنكم أصحاب آيين

فقال سهم " من السريع ":

دعنا من الشعر وأوصافه ... واعجل علينا بالأخاوين

فأحضر الغداء وخلع عليهم ووصلهم.

أول شعر قاله العتبي " من الطويل ":

بقلبي شيءٌ لستُ أعرفُ قدرهُ ... على أنه ماكان فهو شديد

تمرُّ به الأيامُ تسحبُ ذيلها ... فتبلى به الأيامُ وهو جديدُ

قال: دخلتُ على المأمون ببغداد، وحين خرجت قلت لأحمد بن أبي خالد: هل أنكرت مني شيئاً؟ قال: بلى، أضحكت أمير المؤمنين في شيء، وكان ضحكك أكثر من ضحكه.

وكان ابنه عبيد الله نادرة في الشعر، وكتب إلى أبيه " من السريع ":

وعدتني وعداً فأخلفتني ... فثق بأني عنه مستغن

غنيتُ من ربي بمثل الذي ... غنيتُ يا هذا به عني

أخلفت ظني بك في حاجة ... ما أخلف الله بها ظني

صرتَ بها في الناس أحدوثة ... وأضحك الله بها سني

ما عجبي من واحدٍ مخلفٍ ... بل عجبي في أملي مني

وكتب إلي بعض أهله كتاباً فلم يأته الجواب، فقال " من الوافر ":

عمرتُ لك المودةَ بالتلاقي ... فما جازيتني بالقرض قرضا

وواصلت الكتاب مع التنائي ... فلم أرَ للجواب إليَّ نهضا

إذا كتب الصديقُ إلى صديقٍ ... فقد وجب الجواب عليه فرضا

وقال العتبي في جارية كان يحبها اسمها ملك " من البسيط ":

لمَّا رأتني مُلْكٌ قاصراً بصري ... عنها وفي الطرف عن أمثالها زورُ

قالت: عهدتك مجنوناً، فقلت لها: ... إن الشبابَ جنونٌ بُرْؤهُ الكبرُ

وهذا البيت الأخير من الأبيات السائرة والأمثال الطاردة، ومثله لحسَّان " من الخفيف ":

إن شرخ الشباب والشعر الأسود ما ... لم يعاص كان جنونا

واكل العتبي قوماً، فجاؤا بفالوذجة حارةٍ، فقصر عنها القوم وأمعن العتبي، فقال بعضهم لبعض: قد غبننا العتبي بأكله وامتناعنا. قال: لأنه ليس معنا صبر آل أبي سفيان على النار.

وكتب أبو علي الحرمازي إلى العتبي " من الهزج ":

بنفسي أنت قد جاء ... ك ماعندي من كتبك

فلا يبعد من الإفضا ... لِ من يرجوه من قربك

فما زلت أخا جودٍ ... وإفضالٍ على صحبك

وسلْ قلبك عَمَّا لك في قلبي من حُبِكْ

فقد أخبرني قلبي عمَّا لي في قلبك

وإني لك راضٍ بي ... وإني لي لراضٍ بك

وكتب أيضاً إليه الحرمازي " من السريع ":

أصبح بخيرٍ وبه أمس ... ما أستخلف اليوم من الأمس

أما تكافيني على سرعتي ... برد كراساتك الخمس

ومستعيرٌ منك أمثالها ... إذ لم يطل عنك لها حبسي

فابعث بما أمكن من نحوها ... تفديك من كلّ الأذى نفسي

وقال العتبي: أصابتني نكبة في طريق مكة، فجعلت أمشي وأنا أقول " من الهزج ":

أرى الموتَ لمن أمسى ... على الذل له أصلح

قال: فهتف بي هاتفٌ " من الهزج ":

ألا يا أيها المرءُ الذي ... الهمُّ به برَّحْ

إذا ضاق بك الأمرُ ... ففكر في (ألمْ نَشْرَحْ)

سرقاته وسرقات من سرق منه، قال العتبي في ابن له مات " من الكامل ":

أضحت بخدي للدموع رسومُ ... أسفاً عليك وفي الفؤاد كُلُومُ

والصبر يحسن في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه مذموم

استرقه حبيبٌ في بيتين أحدهما قوله في إدريس بن بدر " من الطويل ":

دموعٌ أجابت داعي الحزن هُمَّعُ ... توصل منا عن قلوب تُقطَّعُ

وقد كان يُدعى لابس الصبر حازماً ... فأصبح يُدعى حازماً حين يجزع

والآخر قوله " من الكامل ":

قالوا: الرحيل! فما شككت بأنها ... نفسي عن الدنيا تريد رحيلا

الصبر أحمدُ غير أنَّ تلذذا ... في الحبّ أحرى أن يكون جميلاً

وقيل: أخذ العتبي قوله يرثي ابنه " من الطويل ":

<<  <   >  >>