للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضَارِبُ المَثَلِ، وَقَدْ نَابَ عَنْ لَفْظِ الجَلَالَةِ الضَّمِيرُ المُسْتَتِرُ.

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.

(مَا): لِلإِبْهَامِ.

(بَعُوضَةً): بَدَلٌ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَالبَعُوضَةُ بَدَلٌ مِنَ المَثَلِ؛ لِأَنَّهَا المَثَلُ المُرَادُ ضَرْبُهُ.

(فَمَا): الفَاءُ: عَطْفٌ، وَ «مَا»: اسْمٌ مَوْصُولٌ؛ أَيْ: «فَيَضْرِبُ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَالَّذِي فَوْقَهَا».

(فَوْقَهَا): «فَوْقَ»: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هَا»: ضَمِيرٌ.

فَـ «فَوْقَ»: دَلَّتْ بِالقَصْدِ عَلَى العُلُوِّ وَالَّذِي بِدَوْرِهِ يَدُلُّ عَلَى المَكَانِ، وَالمُرَادُ: عُلُوُّ الكِبَرِ؛ أَيِ: البَعُوضَةُ وَمَا هُوَ أَعْلَى مِنْهَا كِبَرًا، وَقِيلَ: عُلُوُّ الصِّغَرِ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ.

(فَأَمَّا): الفَاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «أَمَّا»: حَرْفُ تَفْصِيلٍ.

(الَّذِينَ): اسْمٌ مَوْصُولٌ.

(آمَنُوا): فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الجَمَاعَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

(فَيَعْلَمُونَ): الفَاءُ: فَاءُ «أَمَّا»، وَ «يَعْلَمُونَ»: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.

فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.

(أَنَّهُ): «أَنَّ»: حَرْفُ نَصْبٍ، وَالهَاءُ: ضَمِيرٌ.

(الْحَقُّ): خَبَرُ «أَنَّ» مَرْفُوعٌ بِالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.

فَفِي الآيَةِ إِخْبَارٌ عَنِ المَثَلِ بِأَنَّهُ حَقٌّ مِنَ اللهِ - تَعَالَى -، وَقَدِ اتَّصَلَ هَذَا الإِخْبَارُ بِـ «أَنَّ»؛ فَالمَثَلُ هُوَ المُخْبَرُ عَنْهُ؛ فَهُوَ اسْمُ «أَنَّ»، وَقَدْ نَابَتِ الهَاءُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَأَمَّا الحَقُّ فَهُوَ الأَمْرُ الُمخْبَرُ بِهِ عَنِ المَثَلِ؛ فَالحَقُّ: خَبَرُ «إِنَّ».

فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «أَنَّ المَثَلَ حَقٌّ»؛ «أَنَّ» وَاسْمُهَا وَخَبَرُهَا.

(مِنْ): حَرْفُ جَرٍّ.

(رَبِّهِمْ): «رَبِّ»: اسْمٌ مَجْرُورٌ بِالكَسْرَةِ الظَّاهِرَةِ، وَ «هِمْ»: ضَمِيرٌ.

<<  <   >  >>