فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣)}
(وَإِذْ): الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، وَ «إِذْ»: ظَرْفُ زَمَانٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
فَـ «إِذْ»: دَلَّتْ هُنَا بِالقَصْدِ عَلَى حُدُوثِ الحَادِثَةِ المَذْكُورَةِ فِي الزَّمَنِ المَاضِي.
(آتَيْنَا): «آتَيْ»: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِـ «نَا»، وَ «نَا»: ضَمِيرٌ.
(مُوسَى): مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ المُقَدَّرَةِ؛ لِلتَّعَذُّرِ.
فَـ «مُوسَى» مَفْعُولٌ بِهِ لِأَنَّهُ المُؤْتَى، وَالفَاعِلُ هُوَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِأَنَّهُ المُؤْتِي، وَقَدْ نَابَ الضَّمِيرُ «نَا» عَنْ ذِكْرِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلسِّيَاقِ: «آتَى اللهُ مُوسَى»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ.
(الكِتَابَ): مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ بِالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
فَالكِتَابُ - هُنَا -: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ لِأَنَّهُ المُؤْتَى لِمُوسَى.
فَالتَّرْكِيبُ الأَصْلِيُّ لِلْجُمْلَةِ: «آتَى اللهُ مُوسَى الكِتَابَ»؛ فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَمَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ.
(وَالفُرْقَانَ): الوَاوُ: عَطْفٌ، وَ «الفُرْقَانَ»: اسْمٌ مَعْطُوفٌ عَلَى «الكِتَابَ»؛ أَيْ: «وَآتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ، وَآتَيْنَا مُوسَى الفُرْقَانَ».
قِيلَ فِي العَطْفِ هُنَا: هُوَ عَطْفُ تَفْسِيرٍ، أَيْ إِنَّ الكِتَابَ هُوَ الفُرْقَانُ، وَقِيلَ: المُرَادُ بِالفُرْقَانِ: النَّصْرُ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَمَحَلُّهُ التَّفَاسِيرُ.
(لَعَلَّكُمْ): «لَعَلَّ»: حَرْفٌ نَاسِخٌ، وَ «كُمْ»: ضَمِيرٌ.
(تَهْتَدُونَ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ بِثُبُوتِ النُّونِ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَالوَاوُ: ضَمِيرٌ.
فَالفِعْلُ المُضَارِعُ مَرْفُوعٌ لِأَنَّهُ خَلَا مِنْ نَاصِبٍ أَوْ جَازِمٍ.
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ