للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليعم القارئ: أن الوالد سخّر نفسَه منذ أن جاء لهذه البلاد المباركة لخدمة علم الحديث والعقيدة السلفية؛ فقد كان الوالدُ مدرِّساً في الجامعة الإسلامية في معاهدها وكليّاتها وفي الدراسات العليا.

وكان يحثّ طلبة العلم على نشر العقيدة السلفية وتعليمِها وتعلّمها، وكان يوضّح لهم العقيدة السلفية أحسنَ توضيح وما يرد من الإشكالات حولَها، وكذلك التشكيكات، ويذكر شبه المناوئين لها ويردّ عليهم.

كما كان يلقي المحاضرات في خارج الجامعة وفي الجامعة في العقيدة السلفية والحثّ عليها؛ ويُعَرَّف عداوة غير السلفيين للعقيدة السلفية وما هم عليه، سواء من الأشاعرة أو الماتردية أو المتعصّبة من أهل المذاهب الأربعة؛ وقد أشار على تلميذه عبد الإله الأحمدي "التلميذ النبيل" أن يكتب رسالة في الدكتوراه في مسائل الإمام أحمد ومروياته في العقيدة يكون هو المشرف عليه فيها، وقد فعل وطبع الكتاب.

كلُّ ذلك من أجل نشر عقيدة أهل السنة الذي كان الإمام أحمد وأصحابه من دعاتها والذّابين عنها؛ فقد قضى الوالد "رحمه الله تعالى" عمرَه في نشر عقيدة السلف، وجمع في مكتبته من كتب السلف في العقيدة والحديث ما لم يجمعه غيرُه، كان يطلبُها حيثما تكون من الدنيا، سواء مطبوع أو مخطوط؛ ولا يخفى هذا على من كان يعرف الوالد من الملازمين له وغير الملازمنين؛ وكان يقول: "لا أسمعُ بكتاب في العقيدة السلفية أو الحديث إلاّ وأحرص على اقتنائه".

وقد جمع "رحمه الله تعالى" مؤلَّفاً في كل ما يُنسب إلى الإمام أحمد وأصحابه من كتب العقيدة السلفية فبلغت مجلّدًا كبيرًا.

وكان الوالدُ في مجلسه في مكتبته يحثُّ كلَّ من يأتيه من طلبة العلم على التمسّك بعقيدة أهل السنة ونشرها والذبّ عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>