إنَّ لكلِّ نابغةٍ وعبقري خصائص ومزايا تخصُّه وينفردُ بها عمّن سواه؛ تلك الخصائص والمزايا مؤهّلات لما ينتظره في عالم السموّ من التفرد والنبوغ والذكر الحسن الخالد.
ولقد كان للعلامة الأنصاري "يرحمه الله" خصائص امتاز بها عن غيره ومزايا تفرّد بها عن أقرانه ومعاصريه مما كان سببًا في نبوغه وتميُّزه، ومن ثَمَّ تربعه على عرش (المرجعية العلمية) .
فكان مرجع العلماء والطلاب على حدٍّ ساء، ولقد تفرَّست فيه طيلة ملازمتي له خلال عشر سنوات؛ فرأيت فيه من سمات الفطنة والذكاء وقوّة الذاكرة وخصائص الألمعية ما يؤهله لمرتبة العبقرية وما يجعله في مصافِّ الأفذاذ البارزين والنوابغ النادرين الذين لا نظيرَ لهم في عصرهم؛ فلقد كان بحقٍّ علَمًا فذًّا، وسيدا جهبِذًا.