علاّمة الحديث والشيخ الصالح فقدانهما خسارة عظيمة ... وتاريخهما حافلٌ بالأعمال الفاضلة.
إعداد: أحمد الدوس (المدينة المنورة) وهاني اللحياني (مكة المكرمة) جريدة "عكاظ" العدد: ١١٤٠٥، بتاريخ: الجمعة ٧/ رجب من عام ١٤١٨هـ الموافق: ٧/ نوفمبر ١٩٩٧م. "ص ١٩".
على مدى الأسبوعين الماضيين فقدت المدينة المنورة عالمين من كبار علمائها ممن عرف عنهم البحث والاجتهاد والهمة العالية في مجال الدعوة وتخرّج على أيديهما عددٌ غيرُ قليلٍ من كبار العلماء بالمملكة: فقد رحل عن عالمنا فضيلة الشيخ العلامة المحدث حماد بن محمد الأنصاري بعد معاناة مع المرض كما رحل أيضًا فضيلة الشيخ القاضي عبد العزيز بن محمد الشبل، والذي لقي وجهَ ربِّه وهو ساجدٌ في الروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف.
وبدءًا بالعلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري: فقد تحدث عنه عددٌ من كبار العلماء بالمملكة: حيث قال عنه فضيلة الشيخ عبد الله البسّام "عضو هيئة كبار العلماء": "لقد عرفتُ الشيخ حماد بقوة معلوماته عن علم الحديث؛ حيث كان ضليعًا فيه ومرجعًا لكل سؤال ... وقد عرفتُه سلفيَّ العقيدة على منهج السلف، وله جهودٌ عظيمة في التعليم والتدريس وتحقيق الكتب؛ وأسأل اللهَ أن يغفر له، وأن يعوض طلبة العلم عنه".
كما تحدّث عنه فضيلة الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع "عضو هيئة كبار العلماء" قائلاً: "لقد فجعنا بوفاة عالم كبير وشيخ من مشايخنا الأجلاء هو فضيلة الشيخ العالم العلامة الحافظ الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم. نسأل اللهَ سبحانه وتعالى أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يجعل الجنّة مثواه، وأن يجزيَه عن الإسلام والمسلمين وعن خدمته لسنة رسول رب العالمين خيرَ الجزاء وأتَمَّه.
إن فضيلة الشيخ حماد علَمٌ من أعلام المسلمين، وعالمٌ من أفذاذ علمائهم، بذل حياتَه في التعلم والتحصيل؛ وبعد أن اشتدّ عوده وقوي ساعدُه ونضج في علمه اتّجه إلى التعليم والتدريس فأفاد وأثمر؛ حيث تخرّج على يديه مجموعةٌ من طلبة العلم داخل البلاد وخارجها.