للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اللقاء الذي أجرته جريدة المدينة مع الشيخ رحمه الله]

[الدراسات في الكتاتيب]

...

[اللقاء الذي أجرته جريدة المدينة مع الشيخ رحمه الله]

* الشيخ حماد الأنصاري من "تاجا مكة" إلى المدينة المنورة

* منذ ٤٩ سنة كومندي الحاكم الفرنسي أجبر أولاد القرية على التنصير

* سافرت سنتين متواصلتين حتى أتيتُ إلى المملكة

* ٥ رحلات متفرقة للبحث عن التراث الإسلامي

جريدة "المدينة" العدد "١١٢٩٧".

بتاريخ: الأحد ٢٤ رمضان عام ١٤١٤هـ الموافق ٦ مارس ١٩٩٤م

حوار: عبد الرزاق المحمدي

فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري أحدُ كبار علماء الحديث في العالم الإسلامي اليوم، لا يخالجك شكّ وأنت تحادثُه أنك تحادث عالمًا من علماء السلف الأقدَمين؛ في رحلة البحث عن العلم والتراث التي استغرقت أكثر من ستين سنة عشنا مع فضيلته محطات هذه الرحلة التي بدأت من "تادا مكة" بمالي مرورًا بنيجيريا فالخرطوم وأم درمان فجدة، فمكة المكرمة، فالمدينة المنورة؛ واستغرقت نحوًا من نصف القرن.

بدأ الشيخُ حماد بن محمد الأنصاري ذكرياته بذكر تاريخ ومكان مولده فقال: أنا مولود

سنة ١٣٤٤هـ فيما يسمى الآن بمالي في أفريقيا الغربية في بلدة تسمى "تادا مكة"؛ وكان لها اسمٌ آخر قبل هذه التسمية وهي "السوق"؛ ولما كثُر فيها الناس، لأنها بلدة أمن ورفاهية؛ والناسُ يزعمون أنهم جاءوا إليها في طريقهم إلى الحج، وكلُّ من جاء إليها يقيم ولا يذهب للحج؛ ولأنهم جاءوا للحج وأقاموا في البلدة قال أحد العلماء هذه مكة جاءوا إليها للحج، ثم صارت هذه الكلمة اسمًا.

للبلدة؛ وهي وسطٌ بين بلاد شمال أفريقيا، وتعتبر سوقًا لها؛ وهذه سبب تسميتها "تاجا مكة".

أي: هذه مكة.

ولدت في بيت علم وقضاء، ولم يزل هذا البيتُ بيت علم وقضاء إلى الآن؛ وأًصلُنا ليس من هذا البلد، بل أصلُنا من غرناطة في الأندلس؛ فلما أخذت دولة بني نصر "والتي تسمى بدولة بني الأحمر" أخذها الأسبان في القرن التاسع الهجري وكانت غرناطة عاصمتها خيَّرَ الأسبان المسلمين هناك بين ثلاثة أمور: بين الرحيل بدون شيء، أو الدخول في النصرانية، أو القتل، فاختار أجدادُنا الرحيل، ورحلوا إلى المغرب؛ وكانت هناك فتن عظيمة؛ ومن الغرب انتقلوا إلى أفريقيا السوداء، واستقرّ بهم المقام في "مالي".

<<  <  ج: ص:  >  >>