للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاسكوريال]

تقع هذه المدينة غرب مدريد العاصمة، وبينهما خمسون كيلو، وهي مدينة على سفح جبل تنزل عليه الثلوج، وفي غربها واد يسمى وادي الرما، فالجبل في شرقها والوادي في غربها، وفي الطريق إليها تعلو بنا حافلتنا وتهبط بنا تارة أخرى، وذلك لأن الطريق إليها عبارة عن كثبان تشقها أودية تجري فيها المياه الوسخة وعلى جنبات الطريق إليها غابات من الأشجار المنشقة الجميلة التي إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على ما امتاز به الأندلس من جمال الطبيعة.

ولما وصلنا إلى الاسكوريال دخلنا في تلك المكتبة الواقعة في جناح كنيسة ضخمة، واستقبلنا فيها مديرُها وهو رجلٌ أسباني لبق ملمٌّ باللغة العربية إلماما ضعيفا، وقد خيّرنا بين أن يتكلّم معنا بالانجليزية وبين أن يتكلم بالعربية التي تعلّمها إبان إقامته بتونس منذ ثلاث سنوات على ما يزعم، فاخترنا أن يتكلم معنا باللغة العربية المكسّرة مهما كانت، مع أن في صحبتنا الدكتور عبد المنعم وهو يحسن عدة لغات منها اللغة الانجليزية، فشرع الرجلُ يذكر لنا أصل مكتبة اسكوريال وعدد ما فيها من المخطوطات العربية البالغ عددها ألفي مخطوط، فاستعرضنا بعضها فاستفدنا أن المكتبة غنية بمهمات المخطوطات وقد أبرمنا اتفاقا بيننا وبين مديرها الأسباني حاصله ما يأتي:

١- أن يصور لنا تلك الفهارس بكل ما تكلف، فوافق على أن يصورها في ظرف ثلاثة أيّام، وبالفعل تمّ تصوير الفهرس بأجزائه الثلاثة.

٢- إذا انتقينا منها ما نحتاج من المخطوطات يصورها كذلك، فالتزم على

<<  <  ج: ص:  >  >>