وفي الساعة الواحد نهارًا بالتوقيت الأسباني دقّت ساعة الانصراف، فرجعنا إلى العاصمة لنطلع على المكتبة الوطنية فيها، حيث ذكر لنا أن فيها مخطوطات عربية، ولكن مع الأسف وجدناها قد أغلق القسم العربي منها إلى نهاية الأسبوع على ما يزعمون، فلذا بتنا ليلة الثلاثاء فيها العاصمة، إلاّ أننا استطعنا الحصول على فهرسة المكتبة المذكورة من المعهد المصري للدراسات الإسلامية، حيث قاموا بتصويره وتسليمه لنا مشكورين، وقد قمنا بتصفحه ولم نجد شيئا يذكر في نفس الوقت، وفي يوم الثلاثاء الموافق ١٤/٣/١٣٩٨هـ الساعة العاشرة صباحاً توجهنا في حافلتنا إلى قرطبة ثم غرناطة.
وفي طريقنا إلى قرطبة مررنا على نفوذ وأراض مغطاة بأشجار الزيتون مع قرى نموذجية على نمط واحد يروق الناظر إليها، وبحد ما قطعنا محافظة قتشالة التي حاليا (كستليا) دخلنا إلى مدخل الأندلس وهو جبال ووديان مكسوة بأشجار الزيتون والعنب وغيرها ويتخللها الوادي الكبير الذي يجري فيها، وعلى يمينها نهر (التاج) ، ويمتد من مادريد شمالاً إلى المحيط غربا حتى صبّ في المحيط عن طريق البرتغال نصعد ونهبط وديانا حتى وصولنا قرطبة قرب مغرب ليلة الأربعاء الموافق: ١٥/٣/١٣٩٨هـ، وبينها وبين مدريد ثلاثمائة وستون كيلو، وقد مررنا في طريقنا إليها على محافظة طليطلة التي تقع في النفود الحاجزة بين العاصمة مدريد ومدخل الأندلس جنوبا.
ومن حين وصولنا إلى قرطبة نزلنا في فندق في سُرَّة البلد وهو تابع لفندق مدريد، وبتنا فيه إلى صباح يوم الأربعاء الموافق: ١٥/٣/١٣٩٨هـ.
وقد وصلنا قرطبة عاصمة الإسلام الأولى في الأندلس قرب غروب الشمس، وكان الغروب عندهم في تمام الساعة السابعة بتوقيتهم، وبتنا ليلة