شيخنا كلمات في ذكراك - بقلم الشيخ: عواد الخلف، المعيد بكلية الشريعة جامعة الكويت.
ترقرق الدمع من العيون الباكيات على وفاة الشيخ العلامة أديب المحدثين ومحدث الأدباء الشيخ حماد بن محمد الأنصاري "رحمه الله تعالى رحمةً واسعة بفضله ومنّه".
قال "صلى الله عليه وسلم": "إن الله لا يقبض العلمَ انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء". ووالله إن مصيبتنا بهذا الإمام لعظيمة جدّ عظيمة لا يعزينا فيها إلا ما عرفناه عن هذا الشيخ من خدمة للسنة علمًا وعملاً؛ فقد كان "رحمه الله" موسوعة للعلوم الشرعية في شتى الفروع، كالبحر المتلاطم الذي لا ساحلَ له؛ فإذا ذكر الحديثُ فهو نجم يهتدي به، وإذا ذكر الأدب فهو إمامٌ يقتدى به؛ وكم سارت بذكره الركبان سير الشمس في البلدان؛ فكثير من أصحاب الشهادات العلياء تخرّج من بين يديه ونهل من معينه، بل منهم من تتلمذ على تلامذته؛ وإليك أيها القارئ الكريم هذه الترجمة التي قرئت على الشيخ وأنا أسمع: فقيدُنا هو: حماد بن محمد بن محمد بن حنة بن المختار بن محمد البشير، من ذرية سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري.
ولد سنة ١٣٤٤هـ في بلدة "تادمكة" في أفريقيا الغربية، من بلاد "ملي"" (مالي) كما تسمى اليوم".
نشأ في بيت علم وقضاء وفتوى، وتلقّى العلمَ في بلده عن أجلة المشايخ؛