وقد شرع في السنة العاشرة من عمره في حفظ القرآن غيبًا وتجويده على خاله المقرئ محمد أحمد بن تقي الأنصاري الملقب بـ (أستاذ الأطفال) لاعتنائه بإقرائهم القرآن؛ فأكملَه حفظًا وتجويدًا وهو ابن خمس عشر سنة.
ثم قرأ على شيخ المذكور في علم التوحيد "رسالة ابن أبي زيد القرواني""مالك الأصغر"، وكذلك تلقى عنه في علم النحو والتصريف:"الآجرومية"، ثم "ملحة الإعراب" للحريري، ثم "ألفية ابن مالك"، ثم "زوائد الكافية على الألفية"، ثم "لامية الأفعال في تصريف الأفعال"، ثم "الزوائد على لامية الأفعال" لابن إسحاق الملقب ميدو؛ وقد أجاد هذين العلمين حتى برز على أقرانه فيهما.
وأخذ علم البلاغة عن شيخه علامة عصره الفهامة المحقق موسى بن الكسائي الأنصاري؛ درس عليه "الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون" المعاني، والبيان، والبديع ـ نظمٌ للأخضري في خمسمائة بيت؛ ثم "عقود الجمان" نظمٌ للسيوطي في ألف بيت.
وأخذ علم الأصول عن بحر العلوم عمه محمد أحمد الملقب بالبحر لتبحره في العلوم، درس عليه "الورقات" لإمام الحرمين الجويني، ثم "جمع الجوامع" للتاج السبكي مع البناني والمحلي والعطار، ثم نظمه "الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع" للسيوطي حفظه بعد أن درس أصله "جمع الجوامع"؛ ثم طالع "نشر البنو على مراقي الصعود".
وأخذ عن عمّه أيضًا في التفسير "الجلالين" مع "حاشية الجمل"، ثم البغوي، ثم الخازن.
وفي الحديث سمع "الموطأ" و "الصحيحين" و "سنن أبي داود"؛ ولم يكن يوجد في بلده في ذلك الوقت غير هذه الكتب مما يتعلق بالحديث.