للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك الشيخ الكبير محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الراحل، رحم الله الجميع.

ولعل الشيخ قد خص بالذكر هذين الفاضلين لمودة خاصة، أو لأثر قريب، والذي نراه أنه لابد أن يكون لكل من مشايخه الذين عنى بذكرهم أثره في توجيهه وتكوينه؛ ذلك لأن الدراسة على المشايخ في نظام التعليم الإسلامي الذي توشك الطرائق المستحدثة أن تجهز عليه، إنما هي في الواقع "كما أسلفنا" أسلوب من التربية العقلية والنفسية، فهو من جانب تدريس للعلوم المطلوبة في تركيز وتعميق، ومن جانب آخر تطبّع خلقي بمسلك الشيخ الذي أخذ نفسه بوقار العلم، الحامل لطابع القداسة، من حيث صلته بكتاب الله وسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم".

وقد لاحظ القارئ تعدد الجنسيات التي نسب إليها أولئك الشيوخ؛ إذ نتصورهم يمثلون معظم العالم الإسلامي، ومعلوم أن هؤلاء (الدوليين) الذين لقيهم الشيخ في ظلال الحرمين ليس ضروريا أن يكونوا مستمري اِلاتصال بمواطنهم الأصلية، بل لعلهم من المقيمين أو المولدين في هذه الربوع المطهرة، ومهما يكن من اختلافهم في الهوية والأنساب فهم ملتقون على خاصة واحدة هي خلوص النية في طلب العلم ونشره ابتغاء مرضات الله، وكفى بهذا امتيازاً يجعل من هذه البيئة مركز إشعاع روحي لا مثيل له في أنحاء العالم، ولا غرابة إذن أن نجد أخانا الشيخ حماداً ثمرة طيبة مباركة لكل هذه المأثرات المباركة الطيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>