والحديث النبوي، بكل ما يتصل به من علم بالرجال ومراتبهم ورواياتهم ومؤلفاتهم، ثم الفقه، وبخاصة القائم على الدليل من كتاب الله، والثابت من سنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وما لا يتم ذلك كله إلا به من علوم العربية وأدبها وغريبها هي الفنون الأثيرة والملتزمة عند الشيخ، وهو لو شاء أن يخالف الطريق إليها لما وسعه ذلك، لأنها سرت في دمه من أول طلبه للعلم ولم يحد عن سبيلها قط حتى طبعت عقله وخلقه جميعاً.
والذي يفهم من أجوبة الشيخ ونعلمه من صحبته أن الحديث الشريف يستقطب معظم جهوده، بل هو المحور الذي حوله يدور سائر الفنون التي يعمل في خدمتها، ويتجلى ذلك مبكراً في البحوث التي كتبها وألَّفها مما نُشر وما لم ينشر.