القواعد، أو غيرها من العلوم إلاّ ويتبعها ببيت من الشعر يدل عليها، وكأن تلك الكتب كلها بين يديه يأخذ منها ما يشاء كالذي يغرف من البحر دون تعب أو مشقة.
وكان شيخنا حماد الأنصاري "رحمه الله منهم"؛ وكما قيل:(من حفظ المتون حاز على الفنون) ، وهذا لا شك إذا كان الحفظ مقرونا بالفهم والنظر كما كان الحال عند هؤلاء العلماء الأجلاء.
تلقى الشيخ تعليمه الأول من مشايخ بلده، ومن بينهم: عمه الشيخ أحمد بن محمد الذي يلقب "بالبحر" لتبحره في العلوم، ومن خاله محمد أحمد بن تقي، وابن عمه موسى بن الكسائي، والفرضي حمود بن محمود الشريف الحسني.
وإبان الحرب العالمية الثانية اشتد ضغط الفرنسيين المحتلين على المسلمين في مالي حتى أظهر الشيخ وكثير غيره إلى الهجرة من (تاد مكة) إلى (مكة المكرمة) ، حيث وصل المملكة العربية السعودية عام ١٣٦٦هـ؛ ولشيخنا رسالة في وصف هجرته من مالي إلى المملكة العربية السعودية كما كنت سمعت منه في بعض مجالسه في بيته، وأظنها مازالت مسودة والله أعلم.
وفي بلاد الحرمين التقى الشيخ بكثير من كبار علماء العالم الإسلامي، وحصل منهم على إجازات للرواية والتحديث؛ ومن بينهم: الشيخ أبو محمد عبد الحق العمري الهندي، المدرس بالمسجد الحرام "رحمه الله"، والشيخ عبد الشكور الهندي، والشيخ عبد الحفيظ الفلسطيني، والسيد قاسم بن عبد الجبار الفرغاني، والشيخ أبو بكر التنبكتي، والشيخ محمد ابن تركي، والشيخ محمد