غلّته ويشفي علّته، ولا يحتاج بعد ذلك إلى عناء البحث والتحقيق، مع الاطمئنان للنتائج التي يتوصل إليها العلامة الأنصاري من خلال تحقيقاته العلمية واستقرائه لسائر جوانب الموضوعات التي يطرقها.
ويتجلّى ذلك في كتبه التالية:
١- (بلغة القاصي والدَّاني في تراجم شيوخ الطبراني)(مطبوع) : قال في مقدِّمته: (وقد جرّدت أسماءَهم من المعجم الصغير وغيره من مؤلفاته فبلغت عدّتهم: ثلاثة وخمسين ومائتين وألف شيخ، وأعتقد أن ليس للطبراني من المشايخ أكثر من هذا العدد) .
فاستقرأ العلامة الأنصاري كلّ هذه التراجم النادرة، وترجم لكلّ علمٍ بترجمة مستقلّة؛ وهذا يدلُّ على سعة اطلاعِه واستقرائه واستقصائه.
٢- (إزاحة الغطاء عن أدلة رفع اليدين في الدعاء) : استقصى فيه سائر ما ورد في رفع اليدين في الدعاء، وبين درجة كلّ حديثٍ من الصحة أو الضعف.
٣- (سبيل الرشد في تخريج أحاديث بداية ابن رشد) : عمد الأنصاري "رحمه الله" إلى (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) فاعتنى بالأحاديث والآثار الواردة فيه، فخرَّجها تخريجًا علميًّا على منهج المحدِّثين، ثم بيّن حكم تلك الأحاديث والآثار من حيث الصحة والضعف.
هذا غيضٌ من فيض يدلّ على عمق علامة المدينة النبوية ومحدِّثها "يرحمه الله" واستقصائه في بحوثه وحسن استقرائه.