أي ولد يمرّ عليهم يمسكونه؛ ولما جمعوا عددًا قال لهم كومندي: اتركوهم، وأخرجنا من المسجد ثم قال: تعالوا نتفاهم معكم وما دمنا أخذنا العدد الذي نريد من الأولاد، ونحن نعرف أنكم رفضتم تعليم الأولاد على أساس أنهم إذا تعلموا عندنا ينتصرون، وأنا أعرف هذا منذ زمن بعيد وذكر التاريخ منذ ١٣٣٦هـ ونحن معكم في هذه المسألة وأنتم ترفضون حتى سمعنا رؤساءكم كلمة ولم يفد ذلك شيئًا؛ وأما الآن جئنا بالقوة، ولكن بعد أن أخذنا الأولاد هل تدرون ماذا نفعل؟، قالوا: وماذا تفعل يا كومندي؟، قال: سوف نبني لهم مدرسةً في بلدتكم هذه، وسوف يكون المدرسون على قسمين: قسم المسلمين منكم، وقسم من الفرنسيين النصاري ويكون أولادكم تحت إشرافكم ونحن لا نُنصِّرهم؛ قالوا: ننتظر هل هو صادق أملا.
ثم بعد ذلك شرعَ كومندي في بناء المدرسة في وسط البلدة، وكنت واقفًا أتفرّج على البناء، ثم فتحت المدرسة، وجمعوا فيها مدرِّسين من المسلمين ومن الفرنسيين.
وهنا قررت الخروجَ من البلد وعزمتُ على ذلك عزمًا أكيدًا، وشرعتُ أعدّ العدة للخروج.